الدكتور أثير محمد صبري الجميلي
لقد تم تقسيم قدرات القوة العضلية من الناحية العملية التطبيقية في مصادر علم التدريب الرياضي مبدئياً إلى ( القصوى , المميزة بالسرعة , تحمل القوة ) وتم إعتماد هذه الأنواع والعمل بموجبها أيضاً . أن هذه الأنواع الثلاثة ليست بمستوى واحد بل مختلف , ولكن القوة القصوى تعتبر هي القدرة الأساسية للقوة المميزة بالسرعة ولتحمل القوة أيضاً ( GÜLLICH , SCHMITBLEICHER : 1999 ) , وهذا يعني بأن مستوى تنمية وتطوير القوة المميزة بالسرعة وتحمل القوة سوف يعتمد ويتعلق بمستوى تطور قدرة القوة القصوى . أما بالجانب التطبيقي التدريبي يعني بأن عملية تنمية وتطوير قدرات القوة القصوى سوف يقود مبدئياً ويساعد في تنمية وتطوير إنجازات القوة المميزة بالسرعة وإنجازات تحمل القوة أيضاً . كما أن قدرات القوة العضلية تختلف عن بعضها وبشكل واضح تبعاً لشكل وطريقة العمل العضلي وكذلك لإختلاف نوع الإنقباضات العضلية أثناء تدريبها وتنفيذها ومن هذه الإنقباضات ( الديناميكية / الستاتيكية , المركزية / اللامركزية / الآيزومترية ) وكذك من خلال ظروف العمل العضلي المناسبة لكل نوع وفقاً للخصائص الوظيفية والمورفولوجية ووفقاً لأنظمة الطاقة المستخدمة فيها أيضاً .
أولاً : القوة القصوى :
تعّرف القوة القصوى بأنها أعلى قوة يستطيع الرياضي أن يظهرها ضد مقاومة كبيرة أو يتغلب عليها بإنقباضات عضلية إرادية آيزومترية ثابتة أو ديناميكية متحركة ( Schmidtbleicher : 1987 ) .
أن مصطلح القوة القصوى ( Maximalkraft ) يعني القسم التنفيذي الإرادي الفعّال لمصطلح القوة المطلقة ( Absolutkraft ) , ولذلك لا يمكننا الخلط والجمع بين المفهومين كمفهوم واحد , كما أن القوة المطلقة هي أعلى مستوى من القوة القصوى , فهي عبارة عن ناتج جمع ( القوة القصوى + إحتياطي القوة العضلية ) والتي يمكن للرياضي تحقيقها إرادياً . وأن هذا الإحتياطي للقوة العضلية ( والذي يطلق عليها بإحتياطي طاقة العضلة الوقائية الأوتونومية المخزونة ) , والتي سوف تظهر وتتحدد لدى الرياضي من خلال الموجات المحركة القصرية الخارجية مثل موجات التحفيز الكهربائي , ومن خلال موجات التفعيل العصبية الفائقة الإضطرارية والمنشطات المساعدة .
الأشخاص غير المدربين عموماً لا يستطيعون إظهار قدراتهم الإنجازية الإرادية إلا بحدود 70% , أما الرياضيين المدربين فيستطيعون إظهارها بحدود 95% , أي بمستوى أعلى من غير المدربين , ويبقى الجميع بمستويات أقل من الإحتياطي العصبي الودّي الوقائي , الذي لايمكن إظهاره إلا في الحالات الحرجة المهددة للحياة البشرية والذي يخضع لفعل الموجات المحركة القصرية التي مر ذكرها سابقاً .
أما بالنسبة للجدول التوضيحي التالي فيظهر لنا وبوضوح بأي مدى يمكن رفع مستوى الموجات المحركة القصرية للقابليات والقدرات الإنجازية البشرية جرّاء التدريبات الرياضية وإمكانيات تنميتها وتطويرها .جدول توضيحي رقم (2) للطرائق التدريبية بالإنقباضات العضلية والتكرارات اللازمة فيها لإحداث التضخم العضلي المطلوب , وهو من وضع (Schmidtbleicher:1987) .
أن القابلية التحفيزية الإرادية للقوة القصوى للفرد بالتدريب يمكن تحقيقها جرّاء التجنيد والتعصيب العصبي العالي للوحدات الحركية داخل العضلات العاملة . وأن القياس لذلك هو مصطلح عجز القوة العضلية ( Kraftdefizit ) , وهي الفرق بين القوة الآيزومترية والقوة الديناميكية – اللامركزية للإنقباضات العضلية , والتي تعطي بالنهاية المستوى التدريبي للتوافق العضلي الداخلي أيضاً , وهذا يعني إظهار الدرجة النوعية لمستوى ذلك التدريب العضلي للفرد . وأن عجز القوة العضلية هذه تقع بين نسبة 30% ( للأشخاص غير المدربين ) إلى حوالي 10% ( للأشخاص المدربين ) , أي كلما يزداد إرتفاع نسبة عجز القوة العضلية هذه يعني إنخفاض درجة قابلية تدريب ذلك الرياضي ولذلك ترتفع نسبة إحتياطي الإنجاز للقوة العضلية لديه .
أن القدرة البدنية المهمة وهي القوة القصوى يمكن لها أن تتحدد بشكل رئيسي بسمك المقطع العرضي للعضلة , وبنسبة الألياف العضلية سريعة الإنتفاض الكلايكولية والتي مختصرها هو ( FTG-Fasern ) وكذلك بدرجة ومستوى التوافق الداخلي للعضلات العاملة . لذلك يجب توجيه تدريبات القوة القصوى جيداً بالطرق التدريبية التالية لأجل :
• تحقيق المقطع العضلي المثالي الأكبر للفرد ( جرّاء تدريبات البناء العضلي ) .
• تحقيق أفضل مستوى للتوافق العضلي الداخلي ( IK ) وهذا يعني تحفيز متزامن ممكن لجميع الوحدات الحركية المكونة لتلك العضلة .
أن التدريب البنائي للعضلات وكما شاهدنا في الجدول السابق رقم (2) كانت جميع تلك الطرائق التدريبية تهدف إلى زيادة الكتلة العضلية , أما تأثيراتها التدريبية على الجهاز العصبي فهي قليلة نسبياً . إلا أن تطور ونمو مستوى القوة العضلية فيحصل وبشكل مؤكد وواضح نتيجة تطبيق هذه الأنواع من الطرائق التدريبية للقوة العضلية . كما أن تأثيراتها فتتحقق من 3-4 وحدات تدريبية إسبوعياً ولمدة 10-12 اسبوعاً , حيث يتم الوصول فيها إلى قاعدة جيدة ثابتة للقوة العضلية .
أما جرّاء تدريبات القوة للتوافق العضلي الداخلي ( ik ) وكما في الجدول رقم (3) أعلاه , سوف يتم تطوير المستوى المثالي للقوة بالتوافق العضلي الداخلي مع المحافظة على نفس الكتلة العضلية بهذا النوع من التدريب القوة العضلية . وبهذا النوع من طرائق تدريب القوة العضلية القصوى يمكننا توقع أقصى تطور للقوة يحصل من 6-8 أسابيع تدريبية , وبذلك يجب تغيير الطريقة التدريبية المتبعة .
الإمكانيات المتاحة لتحسين وتطوير القوة القصوى :
مما تقدم يجب علينا أن نفرق بين طرائق تدريب وتطوير القوة العضلية وذلك حسب الهدف المطلوب من تلك التدريبات , أي لأجل زيادة القوة والكتلة العضلية في آن واحد , حيث نستخدم طرائق التدريب التي وردت في الجدول رقم (2) , وهي الطرائق التدريبية للتضخم العضلي وزيادة الكتلة والقوة . أما لأجل زيادة وتطور القوة العضلية مع المحافظة على الكتلة العضلية , فيمكننا أن نستخدم الطرائق التدريبية لأجل تحسين التوافق العضلي الداخلي والتي وردت بالجدول رقم (3) .