أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

الخميس، 1 مايو 2014

التعلم والتعلم الحركي المفهوم والأهداف

التعلم والتعلم الحركي المفهوم والأهداف
ان الطبيعة الخاصة بمفهوم التعلم الحركي كما نفهمها هي تعلم الحركات بصورة عامة وتشتمل على حركات الإنسان كافة بما فيها حركات العمل والرياضة. وقد أخذت طبيعة حركات العمل منذ الخليقة مفهومها من الحياة التي عاشها الإنسان، وتطورت حركاته مع تطور حياته فأخذت صورا وأشكالا متعددة ومتغيرة بين الحين والأخر، وأول شيء سجله العلماء في هذا المجال هو اكتشاف اللغة التي أسهمت في التعبير عن الأشياء لدى الإنسان وربطها المدلولات الصورية بالرموز اللفظية التي أسهمت في نقلة نوعية لحفظ الحركات ونقل الخبرات الى الآخرين والبدء من نقطة النهاية لما يصله أفراد الجنس الواحد. وساعدت الاكتشافات والاختراعات بشتى مجالاتها من تغيير في جوهر حركات الإنسان ولاسيما فيما يتعلق بطبيعة حركته وعلى مستوى نواحي حياته المختلفة وفي الأصعدة كافة.
وبنظرة سريعة وحتى لا نطيل في فلسفة الموضوع، نرى ان التغيرات الكثيرة في نواحي الحياة أفرزت حالة جديدة تتطلب الاهتمام بالصحة العامة من خلال إدخال بعض الإجراءات، اذ طرأت حالة من الوعي الفردي او الجماعي (المؤسسات التربوية) من اجل مواكبة التغيرات في حياة الإنسان وبما يتلاءم وطبيعة المرحلة التي يمر بها، وهذا ما ظهر بشكل جلي في المدارس والمؤسسات التربوية وغيرها، فبرزت بصورة مناهج تعويضية للبناء الحركي وبما ينسجم مع توجهات الدول الحديثة في تربية مجتمعاتها، وتبنت افضل التوجهات الطفل في المدرسة وبدأت تطور من برامجها المدرسية بغية المساهمة في إبراز المعالم الواضحة للجيل الجديد، وهكذا استطاعت وبفترة وجيزة مواكبة ما يجري على ساحة التطورات التقنية والعلمية، ولعل ابرز مثال ما وصلت إليه الرياضة التنافسية من مستويات حركية رائعة تكاد تصل الى حالة الإعجاز في بعض مجالاتها.
ويمكن ان نفهم تحت مصطلح التعلم انه نشاط خاص لتملك وتكامل المعرفة (عملية التعلم) وبسبب كون المعلومات أساس التعلم وتؤدي إلى تعلم المهارات والمعرفة. اذ ان التعلم الحركي يعني اكتساب وتحسين المهارات الحركية وانها تكمن في مجمل التطور للشخصية الإنسانية وتتكامل بربطها باكتساب المعلومات وبتطوير التوافق واللياقة البدنية واكتساب صفات التصرف.
والتعلم عملية معقدة وتفرق حياة الفرد بأكملها وتشمل أنواعا مختلفة من النشاط والخبرات متعددة بتعدد مواقف الحياة، لذلك كان من الصعب ان نضع لها تعريفا جامعاً شاملاً يتفق عليه علماء النفس جميعهم اتفاقاً تاما. فهو كل ما يسعى اليه الفرد من تحصيل معلومات وما يكتسبه من اتجاهات وعادات مختلفة ومهارات بمختلف أنواعها. عقلية او حركية او وجدانية او خلقية سواء كان هذا الاكتساب شعوريا او لا شعوريا.

اما التعلم الحركي فهو سلسلة من المتغيرات تحدث خلال خبرة مكتسبة لتعديل سلوك الإنسان وهو عملية تكيف الاستجابات لتناسب المواقف المختلفة التي تعبر عن خبراته وتلائمه مع المحيط. وهو عملية اكتساب وتطوير وتثبيت المهارات الحركية كذلك القدرة على استخدامها والاحتفاظ بها، بحيث ترتبط العملية التعليمية ببناء وتطوير الشخصية، كذلك اكتساب المعارف المختلفة عن الحركة وتحسين القدرات التوافقية والبدنيــة. ومن خلالها يستطيع المتعلم تكوين قابليات حركية جديدة أو تبديل قابلياته الحركية عن طريق الممارسة والتجربة. وبهذا يعد بأنه النمو بالقدرة على الأداء الحركي وهو مجموعة من العمليات المرتبطة بالتدريب والخبرة والذي يقود إلى تغيرات في قابليات الفرد على الأداء المهاري.
ويعد التعلم الحركي احد فروع العملية التعليمية العامة والتي تميز حياة الكائن الحي منذ ولادته وحتى وفاته، حيث لايخلو النشاط البشري بمختلف انواعه من التعلم والتعلم الحركي، وتتفق عملية التعلم الحركي مع التدريب الرياضي في عملية انتقال المعلومات من المدرب او المدرس الى اللاعب او التلميذ، كذلك في التغيرات التي تحدث في السلوك الحركي والناتجة من العملية التعليمية والتي تهدف الى إكساب الفرد المتعلم أو اللاعب صفات بدنية او قدرات حركية مهارية.
ويمكن ان نورد بعض التعاريف لمجموعة من العلماء في مجال التعلم الحركي ومنهم:
- شمت (1991): ذكر بأن التعلم الحركي هو: النمو بالقدرات على الأداء الحركي وهو مجموعة من العمليات المرتبطة بالتدريب والخبرة والذي يقود الى تغيرات ثابتة نسبيا في قابلية الفرد على الأداء المهاري. 
- كورت ماينل: عرفه بأنه اكتساب وتحسين وتثبيت واستعمال المهارات الحركية او هو تطور وتطبع وتكامل التصرفات والأشكال الحركية. 
- شنابل (1978): ان التعلم الحركي عبارة عن عملية الحصول على المعلومات الأولية للحركة والتجارب الأولية للأداء وتحسينها ثم تثبيتها وتعتبر هذه العملية جزء من عملية التطور العام للشخصية.
- اونجر وجروسنج (1980): عرفا التعلم الحركي بأنه عملية التغير في السلوك الحركي للفرد والتي تنتج اساسا من خلال ممارسة فعلية للأداء ولاتكون ناتجة من عمليات مؤقتة كالتعب او النضج او تعاطي المنشطات وغير ذلك من العوامل التي تؤثر وقتيا في السلوك الحركي.
- بيتر ج.ل. تومبسون (1996): عرف التعلم الحركي بأنه عملية غير مرئية ويمكن رؤية نتائج التعلم المهاري في تحسن الاداء ولكن عملية التعلم تكون داخل الجسم والعقل ويشترك فيها الجهاز العصبي والمخ والذاكرة، والذاكرة العقلية لتكنيك معين تسمى (البرنامج الحركي) والذي يبدأ تكوينه في المراحل الاولى للتعلم المهاري. 
ويرى بعض المختصين في مجال التعلم الحركي ان هناك علاقة قوية بين كل من التعلم والنضج، ويقصد بالنضج هنا عملية ظهور قدرات معينة لدى الفرد دون اي اثر للعملية التعليمية او التدريبية وهو عملية نمو داخلي متتابع تحدث تلقائيا وبصورة لاارادية نتيجة قيام الفرد المتعلم بنشاط ما، ويرجع الى عوامل خارجية تؤثر في سلوك الفرد وتؤدي الى حدوث استجابات جديدة تميز الفرد المتعلم عن غيره. وبالرغم من تلك الاختلافات الا انه توجد علاقة وثيقة بين التعلم والنضج حيث يرتبط كل منهما بالآخر بدرجة وثيقة، فيعتمد التعلم على النضج كما ان النضج يتحكم في سلوك الفرد وامكانية قيامه بنشاط معين من عدمه.
مصطلحات في التعلم الحركي
اولا: التمييز بين علم الحركة Kinesiology ومفهوم التعلم الحركي Motor learning
في الوقت الذي كان فيه علم الحركة Kinesiology موجود منذ حوالي القرن الثالث قبل الميلاد حيث كان رائده الأول الفيلسوف (ارسطو)، وقد يتبعه في هذا المجال بعض العلماء والفلاسفة العرب ومن ثم علماء آخرون منهم غاليلو ونيوتن. وقد أشار بعض الباحثين والمعنيين بالحركة على انه (ميدان دراسة الأسس والقوانين الميكانيكية والتشريحية والمبادئ الفسيولوجية المتعلقة بحركة الإنسان للوصول به الى أعلى مستوى في الكفاءة الحركية). وفي مجال آخر أشير إليه على انه علم يوضح ويحلل حركات الإنسان العشوائية والمقيدة ويسخر المقيد منها لإنعاشه ويستخدم للحفاظ على الصحة العامة والإنتاج اليدوي والدفاع عن النفس والتفاهم الاجتماعي وتغيير الحركات العشوائية الى حركات مقيدة اذ ومن خلال ما تقدم نرى بأن، علم الحركة هو علم جامع للعديد من العلوم الرياضية كالبيوميكانيك والتحليل الحركي والتعلم والتطور الحركي وغيرها.
اما مصطلح التعلم الحركي Motor learning الذي يستخدم وفي كثير من الأحيان مرادفا وبديلا عن علم الحركة Kinesiology فقد عرفه الكثير من الباحثين بتعاريف ذات اتجاهات ومجالات عديدة اذ أشير اليه في بعض منها على انه العملية التي من خلالها يستطيع التعلم لتكوين قابليات حركية جديدة او تبديل قابليات عن طريق الممارسة والتجريب. وفي مجال آخر حدد مفهوم التعلم الحركي بانه يرتبط بالعوامل العضوية والظرفية التي تؤثر في اكتساب واداء السلوك الذي ينعكس بشكل عام من خلال الحركة.
وقد ذهب البعض الى اكثر من ذلك في تفسيرهم للتعلم الحركي …ومدى اختلافه وتمييزه عن علم الحركة من جهة والسيطرة الحركية من جهة أخرى اذ أشار Schmidt الى ان التعلم الحركي هو حقل دراسي يركز على اكتساب الحركات من المشاهدة الناتجة عن التدريب لذلك ميزه عن علم الحركة وعن السيطرة الحركية التي تستخدم بوصفها مفهوما علميا بديلا عن التعلم الحركي في بعض الاحيان، اذ عرف شمت السيطرة الحركية Motor control بانها حقل دراسي يركز على فهم الجوانب العصبية والبدنية والسلوكية للحركة.



ثانيا: التعلم الحركي والأداء الحركي: 
هناك خلط واستخدام غير دقيق لمفهومي التعلم والأداء حيث يستخدم في بعض الاحيان الأداء بديلا للتعلم الحركي وبالعكس… ويبدو ان التعلم الحركي والأداء كأنهما شيء واحد ويحملان نفس المفهوم ويشيران الى الظاهرة نفسها الا ان المنطق والأساس العلمي يشير الى وجود فرق كبير بين التعلم الحركي والأداء ويمكن الاستدلال على هذا الفرق والتمييز بينهما من خلال ما يأتي:

- المعنى والتعريف: 

عرف التعلم الحركي على انه التغيير الثابت نسبيا في الأداء نتيجة الخبرة والممارسة والذي يتم بفعل متغيرات مستقلة ذات تأثيرات دائمة نسبيا وقد تسمى تلك المتغيرات بمتغيرات التعلم learning variable بينما عرف الأداء على انه حركة او نشاط مؤثر، وقد لا يكون دائميا او ثابتا فيما تتضمنه حركة الفرد، ويحدث بفعل متغيرات مستقلة قد تكون ظرفية او شخصية ذات تأثيرات قد تزول بزوال المتغير او بانعدامه او انعدام تأثيره وتسمى تلك المتغيرات بمتغيرات الأداء (Performance variable) . 

- تأثيرات العملية التدريبية في كل من التعلم والأداء.
ان العملية التدريبية تحمل اثرين مختلفين الأول مؤقت وزائل ينعكس من خلال الأداء والثاني ثابت ودائم ينعكس من خلال التعلم. و استنادا الى ذلك فأن الفرق بين التعلم والأداء يتأتى من كون الأداء هو المقياس الموضوعي الوحيد الذي يمكن ان يستند عليه في أداء الكائن الحي للمواقف، أما التعلم فأنه على العكس من ذلك فهو يشير الى العملية التي تقوم على الأداء.
- كما يظهر الفرق بين التعلم والأداء واضحا من خلال المنحنيات التي تشير الى التعلم والأداء حيث ان منحنيات التعلم هي غير منحنيات الأداء.
- ان اكثر الأشياء التي تظهر الفرق وتميز بين الأداء والتعلم هو التعزيز والذي يعرف على انه الحالات والأحداث والأشياء التي تزيد من احتمالات ظهور التصرف والسلوك الحركي المطلوب اذ ان كمية التعزيز تؤثر بشكل اكبر في الأداء منه في التعلم .
بالرغم من هذا الاختلاف الواضح بين التعلم والأداء تبقى العلاقة بينهما قوية ومتماسكة اذ ان التعلم عملية داخلية لايمكن ملاحظتها وقياسها بشكل مباشر إلا من خلال الأداء، ومن هنا فإننا لن نجد غير الأداء مقياسا لمستوى التعلم.


الاداء: هو الشكل الظاهري لعملية التعلم. فالتعلم عملية داخلية اما الأداء هو نتيجة لعملية التعلم.
التعلم: هو تغيير يحدث في الأعصاب نتيجة لتراكم الخبرة.
التعلم: هو تغيير دائم وثابت نسبيا في الهيكلة السلوكية للفرد نتيجة التكرار أو الخبرة.
الكنسيولوجي Kinesiology : دراسة الحركة من الناحية الفسيولوجية.
التعلم الحركي Motor learning: دراسة الحركة من الناحية السلوكية.

- أهداف دراسة التعلم الحركي
•فهم أبعاد السلوك الحركي 
•تفسير هذا السلوك اعتمادا على الخبرات
•توقع السلوك اعتمادا على ما سبق

الأداء يتأثر بعوامل كثيرة
1.عوامل وأسس وظيفية وسلامة الأجهزة
2.عوامل نفسية
3.عوامل اجتماعية وبيئية
4.عوامل وراثية 
5.المرض

تهتم دراسة التعلم الحركي
•تعلم المهارات الحركية.
•التحكم بالمهارات الحركية (التحكم الحركي)
•الأداء الحركي.

الاتجاهات الحديثة في دراسات التعلم الحركي:
إن تطور المجتمع وحيويته ونشاطه يتوقف على النظام التعليمي الذي يتاح للجميع، وفي مجال دراستنا نأخذ جانباً من هذا النظام ألا وهو (التعلم الحركي) والذي بدأ يتطور بشكلٍ ملحوظ، فقد أولت الدول المتقدمة والمؤسسات التربوية أهميةً خاصةً لهذا الجانب وبالأخص في المراحل الأولية من عمر الأفراد سواء في رياض الأطفال او المدارس وصولاً لاعمار الشباب باعتبارهم الرافد الجيد لرياضات المستويات العليا، وان ذلك يستدعي دراسة التعلم الحركي بما يتناسب مع حركة الإنسان وكيفية حدوث الحركة.
ان كل الفعاليات الفسلجية في الجسم البشري تتأثر بالجهاز العصبي، فالأعصاب توفر الممرات التي من خلالها تستلم وترسل التحفيزات الكهربائية من والى كافة أنحاء الجسم. والدماغ يعمل كحاسوب ينسق كل المعلومات الواردة فيحدد استجابة مناسبة ليعلم كافة أنحاء الجسم ذات العلاقة لاتخاذ رد فعل مناسب، لذا فان اسس التعلم يجب ان ترتبط بحلقات تكميلية لضمان التطور بشكل انسيابي، وخاصة في تعلم المهارة، حيث ان البناء الحركي يجب ان يستكمل جوانبه اولا قبل الانتقال إلى التطور في المرحلة اللاحقة، وان أي تسرع أو قطع في بناء المهارة يؤثر سلباً على الترابط في التعلم، وبالتالي فقدان جميع الحلقات مما يؤثر حتماً على بناء اللاعب الجيد ذو المواصفات الفنية.
أن الجهاز العصبي يشكل حلقة حيوية تمرر الاتصال المتبادل وتنسق التعامل المتبادل بين مختلف أنسجة الجسم مع المحيط الخارجي، وعليه سنتطرق إلى السيطرة العصبية على الحركات ولكن يجب إن نتذكر إن أي وظيفة فسلجية من الممكن أن تؤثر على الأداء الرياضي وتنظم إلى حدٍ ما وتراقب من قبل الجهاز العصبي. اما بالنسبة للمجال الرياضي فمن الضروري معرفة دور الحواس، والاقسام العصبية التي تسهم في الاستقبال والاجابة الحركية الاتية على اساس الاشارات (البصرية، السمعية،…الخ) ابتداءً من استقبالها ونقلها وتهيئتها للعمل كذلك عمليات التحليل التي تتبعها خاصة من المركز الحركي في الدماغ وحتى اصغر الاعصاب.

الجهاز العصبي والتعلم الحركي:

نتيجة لعملية التعلم الحركي والانتظام في التدريب (تكرارات الاداء) تظهر بعض التغييرات الوظيفية تعبر عن تكيف الجهاز العصبي اذ يظهر عند ذلك تأثير ايجابي ينعكس على تحسين عمليات الاستثارة والكف للقشرة الدماغية المخية، وهذا ينعكس على العمليات العصبية بقوتها ومرونتها ويمكن توضيح ذلك في المثال الآتي:
إن المراحل التي تمر بها عملية تعلم المهارة الحركية كما يراها بعض العلماء هي ثلاث مراحل اساسية ترتبط فيما بينها وتؤثر واحدة في الأخرى وتتأثر بها وهي:
أ. مرحلة اكتساب التوافق الاولي للمهارة الحركية.
ب. مرحلة اكتساب التوافق الجيد للمهارة الحركية (الكف(.
ج. مرحلة إتقان وتثبيت المهارة الحركية (الاستثارة، والكف(.
ففي المرحلة (أ) الأداء الحركي صعباً لاشتراك عضلات غير مطلوب اشتراكها مما يجعل الأداء الحركي متوتراً وبذلك يحتاج إلى طاقة إضافية.
أما في المرحلة (ب) يتم التخلص من التوتر العضلي الزائد والحركات الجانبية ويأخذ الأداء المهاري الحركي في التحسن تدريجياً وتصحيح الأخطاء من خلال عمليات التدريب المنظم.
وفي المرحلة (ج) الأخيرة يتم التوازن بين الاستثارة والكف، وعن طريق التدريب على أداء المهارة الحركية تحت مختلف الظروف يمكن إتقان أداء الفرد الرياضي للمهارة الحركية مع الاقتصاد بالجهد والتناسق بين حركات الجسم ونشاط الأعضاء الداخلية وبذلك يقل احساس اللاعب بسرعة التعـب.
إن أداء المهارات الحركية يعتمد بشكل كبير على التغذية الراجعة، وتشير إلى أثر المثيرات الناتجة من الاستجابات الحركية في أداء الاستجابات اللاحقة، كنتيجة طبيعية لحركة الإنسان، فعندما يحرك يديه لاستقبال أداة (كرة) فإن معلومات خاصة بهذه الحركة تأتيه من عضلات ومفاصل اليد وهذه المعلومات آتية من العينين وربما من مصادر أخرى، سوف تصل عن هذه الحركة، وهذا النوع من التغذية الراجعة يحدث كاستجابة طبيعية للجسم وليس كمعلومات أو إثارات خارجية صادرة من البيئة الخارجية.

الاتصال العصبي العضلي:

الخلية العصبية الحركية تتصل بالليف العضلي بمكان يعرف بالاتصال العصبي العضلي ووظيفته أساساً كما في مكان الاتصال العصبي العصبي، حيث يتمدد إلى قرص مسطح يعرف بقرص النهاية الحركية، وفيها ينتقل الحافز إلى العضلــة. ولأدراك كيفية حدوث الفعل العضلي يجب إن نعود إلى تركيب الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System (CNS).

شكل يبين آلية عمل الجهاز العصبي المركزي (CNS)

آلية العمل العصبي العضلي:

إن أي عمل عضلي ارادي مهما كان حجمه يستوجب إنجازه المرور في العديد من المراحل المتعاقبة وبشكل سريع جداً ، ويمكن اجمال هذه المراحل كما يأتي:
1.مراحل إصدار وتوجيه الحافز العصبي الحركي:
يصدر الحافز العصبي الحركي من القشرة الدماغية في جانب الدماغ المعاكس لجانب الجسم الذي ستنجز منه الحركة المطلوبة ثم تتم معالجة هذا الحافز لتحديد وجهته وشدته، وذلك بتدخل من الدماغ الأوسط والمخيخ وحسب طبيعة الحركة المطلوبة في المهارات الاساسية ومحل الوصول للتوافق العصبي العضلي.

2.مرحلة انتقال الحافز العصبي:

ينتقل الحافز العصبي من الدماغ الأوسط عبر الجسر والنخاع المستطيل إلى الحبل الشوكي ومنه عبر القرون الأمامية للمادة الرمادية إلى الأعصاب الشوكية المحيطية والتي بدورها تنقلها إلى العضلات المسؤولة عن إنجاز ذلك العمل مع الإشارة إلى إن الحافز العصبي ينتقل عبر العصب الشوكي (عصب ألفا) في عدد محدود من محاور الخلايا العصبية المحركة (أعصاب بيتا) وحسب طبيعة وحجم العمل الحركي المراد إنجازه، ومن ثم يمر ذلك الحافز عبر التفرعات النهائية (لأعصاب بيتا) والتي تسمى (أعصاب جاما) حيث ينتهي كل عصب من (أعصاب جاما) بليف عضلي واحد عبر ما يسمى بالصفيحة العصبية.
3 - مرحلة الانقباض العضلي:
عند وصول الحافز العصبي إلى الليف العضلي وعبر آلية خاصة تحكمها بعض العوامل البيوميكانيكية يحدث الانقباض العضلي مصحوباً بتوليد قوة عضلية ساحبة توظف للتأثير في منظومة روافع العمل الحركي لإنجازه الحركة المطلوبة بالمستوى والاتجاه المحددين سابقاً، فالخلية العصبية هي الوحدة التركيبية للجهازين العصبي والعضلي وكلاهما يعملان لتكوين نظام يدعى النظام العصبي العضلي.

القسم الحسي في الجهاز العصبي المركزي:
الجهاز العصبي المحيطي Peripheral Nervous System (PNS)
ان للقسم الحسي في الجهاز العصبي المركزي خلايا عصبية تتصل بكافة انحاء الجسم وهذه الخلايا تنشأ من:
1 - الاوعية الدموية والليفية.
2 - الأعضاء الداخلية.
3 - أعضاء الحس الخاصة.
4 – الجلــــــد.
5.العضلات والاوتار.
وتتصل أما بالحبل الشوكي او بالدماغ وباستمرار تنقل المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي المتعلقة بالتغيير المستمر لحالة الجسم، وبنقل هذه المعلومات يمنح الجهاز العصبي المحيطي والدماغ باستشعار ما يجري في كل أنحاء الجسم وبالمحيط الخارجي المباشر، والخلايا العصبية الحسية داخل الجهاز العصبي المركزي تنقل المعلومات الداخلة إلى مناطق مناسبة حيث يمكن للمعلومات إن تنهضم وتوحد مع المعلومات الآتية الأخرى، يستلم هذا الجزء المعلومات من 

خمس مستقبلات رئيسية:

1.ميكانيكية. 2- حرارية. 3-الألم. 4-البصرية5.كيمياوية.
إن عدداً منن هذه المستقبلات مهم في التمارين الرياضية، فالنهايات العصبية تتحسس اللمس والضغط والألم والحرارة والبرودة، فهي تعمل كمستقبلات ميكانيكية، وهذه النهايات العصبية مهمة لمنع حدوث الاصابة خلال الإنجاز الرياضي، ونهايات عصبية متخصصة في العضلات والمفاصل ولها انواع ووظائف مختلفة، وكل له تحسس لحافز خاص.
1.مستقبلات المفصل الحس حركية تتحسس زاوية تحرك المفصل وسرعة الحركة فهي تتحسس موضع المفصل وحركته.
2.المغازل العضلية تتحسس مدى مرونة العضلة (سحب.
3.تكوينات او جسيمات كولجي (Glogi) الوترية تتحسس الشد المؤثر على الوتر من قبل العضلة تنوه عن قوة تقلص العضلة.

القسم الحركي في الجهاز العصبي المركزي:

ينقل الجهاز العصبي المركزي المعلومات إلى كافة أنحاء الجسم خلال الجزء الحركي للجهاز العصبي المحيطي يهضم ويحلل المعلومات الواردة عن طريق القسم الحركي، فيقوم الجهاز العصبي المركزي بتقرير كيفية استجابة أنحاء الجسم للمدخلات الحسية من خلال شبكة معقدة من الخلايا العصبية، ويقوم الدماغ والحبل الشوكي بنقل الأوامر لكل أنحاء الجسم بالتفصيل ولمختلف العضلات.

شكل يوضح الجهاز العصبي عند الإنسان

أسئلة عامة وأجوبة:
س/ ما هو الفرق بين التعلم والتعلم الحركي؟
ج/ الاستجابة في التعلم الحركي تكون على شكل سلوك حركي (حركة) ناتجة عن عمل عضلات كثيرة وأجهزة وظيفية باتجاه واحد بغية الوصول إلى هدف معين.
س/ ما هي طبيعة العلاقة بين الجانب النفسي والجانب الفسيولوجي في تعلم المهارات الحركية؟
ج/ التعلم الحركي جاء كمن مفهوم التعلم الذي هو أحد فروع علم النفس والحركات الرياضية لها علاقة كبيرة بحركة أجزاء الجسم المعتمدة على الجانب الوظيفي الفسلجي وعمل العضلات والمفاصل والأوتار للأداء المطلوب. 

تساؤلات عامة مرتبطة:
- ما هو مفهوم الهندسة البشرية أو الايركونوميكس وعلاقته بالمهارات الحركية وطبيعتها؟
- ما هي ابرز التطورات العلمية الحديثة في مجال العلوم الأخرى وعلاقتها بفهم حركة الإنسان، والإنسان الآلي، وحركة الإنسان في أوساط غير طبيعية وغيرها؟
- كيف بدأ هذا التطور لمفهوم التعلم الحركي؟ 
Wood worth 1899 أسس مبدئية لحركة أطراف الجسم
1927-1945 مجال التطور الصناعي وزيادة الإنتاج
1945- 1960 بعد الحرب العالمية الثانية 
_ اتجاه علاجي بعد الحرب
_ اتجاه عسكري وعلمي 


المصادر:
1. ارنو ف، ويتنج. نظريات ومشكلات في سيكلوجية التعلم، ترجمة عادل عز الدين الاشول (وآخرون)، القاهرة: مطابع الاهرام التجارية، 1984.

2. بسطويس احمد بسطويسي. اسس ونظريات الحركة، ط1، القاهرة: دار الفكر العربي، 1996.

3. بيتر ج. ل. تومسون. المدخل إلى نظريات التدريب، القاهرة: ترجمة مركز التنمية الاقليمي،
1996.
4. رمزية الغريب. التعلم دراسة نفسية، تغيرية، توجيهية، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية، 1971.

5. عبد المجيد نشواتي. علم النفس التربوي، عمان: وزارة التربية والتعليم وشؤون الشباب، 1985.

6. عزت عبد العظيم الطويل. في علم النفس التعليمي المعاصر، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1985.

7. عصام عبد الخالق. التدريب الرياضي – نظريات – تطبيقات، ط9، الاسكندرية: جامعة الاسكندرية، 1999.

8. محمد حسن علاوي وابو العلا أحمد عبد الفتاح. فسيولوجيا التدريب الرياضي، القاهرة: دار الفكر العربي، 1984.

شاركها مع أصدقائك!
تابعني→
أبدي اعجابك →
شارك! →

0 commentaires :

إرسال تعليق