الشخصية المبدعة:
شخصية تستحق الاهتمام كونها شخصية غير عادية لها صفات وسمات لا توجد في غيرها ، فهي تعيش بيننا بيد إنها تفكر وتعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين ، لديها إيمان عميق إنها لا يجب أن ترضى بالأمر الواقع ، فهي شخصية خلاقة في جميع شؤون حياتها تستطيع أن تصنع من المستحيل أمر واقعا بالجهد والعمل والتفكير.
فالشخصية حسب رأي علي كمال :
هي التي يجمع صاحبها في نفسه معدلا متوازن التركيب من الخصائص الإنسانية التي يتقبلها المجتمع بأنها في حدود الاعتدال.
ويعرفها أيضا : انه ذلك الفرد الذي تظهر خصائص شخصيته بصورة متكاملة ،وبأنه يستطيع توجيه هذه الخصائص بشكل متوازن نحو تحقيق هدف حياتي معين.
والإبداع كما يراه يوسف قطامي :
ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج الفرد فيها الأشياء ، والمواقف، والخيارات والمشاكل بطريقة فريدة وغير مألوفة، أو يوضع مجموعة حلول السابقة والخروج بحل جديد.
والشخصية المبدعة ترى النجاح قريبا منها تؤمن بالتطور والتقدم ولا تستسلم للصعوبات والعوائق ولا تصطدم بالفشل بل تتجاوزه ، لها أثرها الفاعل في الحياة والاجتهاد والمثابرة لا تغيب عنها .
إن ما ينعم به إنسان اليوم إنما هو محصلة أو نتاج الإبداع وما يعيشه إنسان اليوم من راحة واستمتاع إنما هو نتاج عبقرية الإبداع من أبناء المجتمعات الذين كرسوا حياتهم ، مخلصين من أجل حل المشكلات التي كانت تكبل الإنسان وتهدر طاقته وتبددها .
إن الإبداع في شخصية الإنسان تعبير عن إنسانيته وفي نفس الوقت هو وسيلة من وسائل تزكية هذه الإنسانية وإظهارها وإبرازها وتنميتها.
هل هناك مواصفات خاصة بالشخصية المبدعة؟
المبدع شخص نشيط ومثابر، وهو كذلك ذو ثقة عالية بنفسه، يتحمل المسؤولية، ويبحث دائماً عمّا هو جديد. كما أنه يبتعد عن التقليد والمحاكاة، ويبتكر ما هو أصيل.
والمبدع شخص خلاّق بالمعنى الدقيق للكلمة. قد يستفيد من تجارب الآخرين، إلا أنه يُضيف إليها من ابتكاراته الخاصة. وهو عنيد ومغامر. يحلم ، ويعمل جهده على تحقيق أحلامه. وهو دائم التفكير ودائم العمل، ولا يثنيه عن الوصول إلى أهدافه أي عائق مهما كان.
وفي دراسة حول مشاهير المبدعين، تبين أن 90% منهم تميّز بدرجة عالية من الذكاء وحب الاستطلاع، الذي لا يكفّ عن طرح التساؤلات.
ثم إنّ هناك الدافعيّة والرغبة في التفوق والشهرة والتوق للإنجاز والنجاح والفوز.
أما جيلفورد، فهو يربط بين الشخصية المبدعة وبعض الخصائص، كالمرونة والطلاقة والأصالة والتفكير التباعدي، أي المنطلق.
بينما يرى غيره أهمية الدافعية والمزاج واستقلالية التفكير.
كما يرى آخرون أن هناك علاقة كبيرة بين الإبداع والصحة النفسية للشخص المبدع.
وإذا تتبعنا بعض خصائص المبدعين، فإنهم يقضون ساعاتٍ وربما أياماً متواصلة في العمل. وبأنهم قارئون من الدرجة الأولى.
أياً كان الأمر، فلا شك أن المبدع يحتاج إلى بيئة تحفزه على الإبداع، وأشخاص يُشجّعونه ويُقدّرون أعماله، ويساعدونه على المضي في أبحاثه وإنجازاته، وعلى نشرها وتعميمها والاستفادة منها.
كما أنّ الشخصيّة المبدعة تتسم بالشعور بالسعادة لما تقوم به من أعمال أياً كانت صعوبتها. وهي مهذبة في التعامل مع الآخرين، وتتصف بالصدق والعدالة ومراعاة القيم الإنسانية، وتتمتع بالروح المرحة، والتفاؤل، وبقدر كبير من الحضور الشخصي.
سمات الشخصية المبدعة:
يرى علماء النفس أن الشخص المبدع يملك سماتا أو قدرات يظهر تأثيرها على سلوكه ، ويكون مبدعا إذا ظهرت لديه تلك السمات أو بعضها بدرجة كبيرة.
1- الطلاقة :
وتمثل القدرة على إنتاج عدد كبير من الأفكار في فترة زمنية محددة ، كالقدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى، والقدرة على إعطاء كلمات لها ارتباط بكلمات معينة ، والقدرة على التصنيف السريع للكلمات في فئات، وكذلك سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد .
وتصنف الطلاقة إلى عدد من الأقسام ومنها :
- الطلاقة الفكرية : وتعني معدل سيل الأفكار المولدة في زمن محدد.
- الطلاقة اللفظية : ويقصد منها إنتاج أكبر عدد ممكن من الجمل والألفاظ ذات المعاني المختلفة.
2- المرونة :
ويقصد منها التكيف السريع مع المواقف الجديدة ، أي إنها نقيض للتصلب والجمود ، ومن المرونة قدرة الشخص على إنتاج عدد متنوع من الاستجابات لا تنتمي إلى فئة أو مظهر بعينه وبشكل تلقائي وتصنف المرونة إلى عدة أقسام منها :
- المرونة التلقائية : وهي قدرة الشخص على إعطاء استجابات متنوعة تنتمي إلى فئة أو مظهر بعينه.
- المرونة التكيفية : ويقصد بها قيام الفرد بتغيير فئة الاستعمال أو طريقة الاستعمال أو بناء أساليب جديدة في التعامل مع المشكلة.
3- الحساسية للمشكلات :
إن الشخص المبدع لديه الحساسية المرهفة للتعرف على المشكلات في الموقف الواحد ، فهو يرقب الثغرات ونواحي القصور في الأفكار الشائعة ويرى فيها ما لا يراه الشخص العادي.
4- الأصالة :
وتعني أن الشخص المبدع لا يكرر أفكار الآخرين ولا يعتمد على حلولهم التقليدية للمشاكل ، فأفكاره متميزة وجديدة وغير مألوفة. والأصالة أعلى درجات الإبداع . وهي مختلفة عن الطلاقة والمرونة بأنها:
- لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية كما في الطلاقة ، بل تعتمد على قيمة تلك الأفكار ونوعيتها وهذا ما يميزها عن الطلاقة.
- لا تشير إلى عدم الاعتماد الشخص المبدع على تصوراته وأفكاره هو شخصيا ، بل تشير إلى عدم اعتماده على أفكار وتصورات الآخرين وهذا ما يميزها عن المرونة.
5- الاحتفاظ بالاتجاه :
والمقصود هنا أن الشخص المبدع لديه القدرة على التركيز لفترات طويلة في مجال اهتمامه دون تأثير للمشتتات والمعوقات التي تثيرها المواقف الخارجية أو التي تحدث نتيجة للتغيير في مضمون الهدف ، وسمة الاحتفاظ بالاتجاه سمة أساسية تسهم في أداء المبدع وخاصة في مجال العلوم ، حيث يحتاج فيها العمل الإبداعي لامتداد زمني طويل لإنجازه.
مراحل العملية الإبداعية:
لقد استطاع (والاس وجراهام )منذ خمسين عاما ان يميز بين أربع مراحل من مراحل نمو العملية الإبداعية وهي:
1- مرحلة الإعداد أو التحضير:
فيها تحدد المشكلة وتفحص من جميع جوانبها وتجمع المعلومات من الخبرات السابقة وتهضم جيدا ويربط بعضها ببعض بصور مختلفة ثم يقوم المبدع بمحاولات للوصول للحل يستبعد بعضها ويستبقي البعض الأخر إلا إن الحل يصعب الوصول آلية في هذه المرحلة وتبقى المشكلة قائمة.
كما يعمل المدرب المبدع على وضع أكثر من خطة حسب قابلية فريقه وإمكانياتهم ويستبعد الاحتمالات الغير مناسبة.
2- مرحلة الاختمار أو الحضانة:
وهي مرحلة تريث وانتظار لا ينتبه فيها المبدع إلى المشكلة انتباها جديا غير إنها ليست فترة خمود بل فترة يتحرر فيها العقل من الكثير من الشوائب التي ليس لها صلة بالمشكلة ، وفيها تطفو الفكرة وتتضح بين آن وآخر على سطح الشعور ويشعر المبدع انه يتقدم نحو غايته وتتجه المشكلة لاقتناص الذكريات والأفكار والصور الذهنية التي يتم بها الإبداع.
وهنا يقوم المدرب ذو الشخصية المبدعة بالتخلي عن الخطط الغير مناسبة لفريقه والبقاء على الخطط التي يمكن ان يطبقها فريقه بأكمل وجه وأحسن شكل.
3- مرحلة الإلهام أو الإشراق:
وفيها يأتي الحل إلى الذهن ويتضح فجأة فكان الحل ضرب من الحدس لان الحدس هو نوع من الإدراك المباشر السريع أو الاستنتاج المباشر الفجائي الذي يصل إلية المرء عن طريق علامات طفيفة أو مقدمات لا يدركها إدراكا شعوريا واضحا وكثيرا ما يصل الحدس إلى أحكام دقيقة صادقة على الناس والأحداث.
وهنا يدخل حدث المدرب في اختيار الخطة الأفضل والأحسن بالنسبة لفريقه.
4- مرحلة إعادة النظر أو التحقيق:
على المبدع أن يختبر الفكرة التي ابتدعها ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة صحيحة أو تتطلب شيئا من الصقل والتهذيب، إن كثيرا من المبدعين يجدون أن إبداعهم لا يولد مكتملا بل يحتاج إلى تعديل وتحوير.
بعد ان اختار المدرب الخطة المناسبة ليقوم بصقلها وإضافة اللمسات المناسبة لها.
إن هذه المراحل متتالية ومتداخلة إذ أن كل مشكلة تحدث للفرد أو لمجموعة من الأشخاص يفكر هؤلاء بإيجاد حل لها وان درجة القدرة على التفكير الإبداعي تختلف من شخص لآخر. فنأخذ مراحل العملية الإبداعية بالترتيب عند جميع الأشخاص الذين يتعرضون لتلك المشكلة ، لأنها تتطلب منهم حلا إلا أن هذا التتالي لا يصل إلى مرحلة الولادة الجديدة ومرحلة التقويم عند مجموعة الأشخاص من ذوي المستويات المنخفضة والمتوسطة في قدرات التفكير الإبداعي. وان هذه القدرة تصل إلى مرحلة الولادة الجديدة ومرحلة التقويم عند مجموعة الأشخاص ذوي المستوى المرتفع ، وهؤلاء هم الذين يحدث عندهم تداخل المراحل وذلك من خلال استخدامهم للعناصر المتكونة للمشكلة إضافة إلى ما تضفيه الظروف المواكبة للمشكلة والخبرات السابقة المتكونة عند الشخص. ونتيجة لتفاعل العناصر المشتركة في العملية الإبداعية يحدث التداخل بين المراحل والناتج الجديد لهذه العملية يظهر على شكل يطلق علية الإبداع.
ويختلف الأشخاص فيما بينهم في القدرات الإبداعية من مجال إلى أخر فقد يكون منهم مبدعون في مجال الرياضيات أو الشعر أو الموسيقى وغيرها من المجالات الأخرى أما في المجال الرياضي فيمتاز الأشخاص فيما بينهم في القدرات الإبداعية بالدرجة ، إذ ينتشر الأشخاص في حدين فمنهم من يكون أعلى إبداعا وهو الذي يحصل على درجة عالية ومنهم من يحصل على درجة أدنى في المجال نفسه وبذلك يصبح الشخص الذي يستطيع الإبداع هو من تتوفر عنده خبرات سابقة في المجال الرياضي فضلا عن العوامل الذاتية والظروف البيئية الملائمة التي تسمح له بالتخيل الواسع والتعبير بحرية عن قدراته والمواقف التي تثير اهتمامه وبهذا أرى إن مراحل العملية الإبداعية في المجال الرياضي في اغلب الأحيان تتم بالشكل التالي :
1- مرحلة الإحساس بالمشكلة : وفيها يظهر الشعور لدى الرياضي بوجود مشكلة يتطلب لها حلا.
2- مرحلة تحديد المشكلة : وفيها يحدد الرياضي إطار المشكلة لأجل البحث فيها.
3- مرحلة جمع المعلومات : وفيها تجمع المعلومات والحقائق المتعلقة بالمشكلة والاستفادة من الخبرات السابقة
4- مرحلة الفرضيات : وفيها تقترح الحلول الحركية
5- مرحلة الظهور : وفيها تظهر الحلول الحركية على شكل إنتاج فريد وجديد من بين الحلول الحركية المقترحة في المرحلة الرابعة
6- مرحلة التقويم : وفيها يتم اختبار النتائج للتأكد من صحتها وذلك بالمقارنة بين ما يجب أن يتم وما تم فعلا بالنتيجة.
معوقات الإبداع:
هناك مجموعة من المعوقات التي تؤثر على الإبداع ومنها :
1- الإبقاء على العادات المألوفة:
يجابه الكثير من الناس مشكلة التخلي عن الأساليب القديمة في التفكير أو العمل أو الممارسات .وقد اعتادوا على ضمان مستوى محدد من النتائج والتي اكتسبت هذه النتائج مستوى تحقيق مؤكد. وتظهر هذه القيود عند الناس العاديين المحافظين على الوضع القائم والذين لا يرغبون في تحمل المخاطرة أو الدخول في مراهنات تتطلب مستوى عالي من الجهد. ويغلب على الشخصية العادية في هذا الإطار خاصية الخوف من المجهول .ولما كان الإبداع يتطلب قدرا من تحمل المخاطرة، فإن السلوك ضمن التصرفات القديمة يتناقض مع الإبداع .
وهذا نلاحظه عند اللاعبين اللذين لا يتغيرون في مستواهم ويبقون محافظين عليه لفترة زمنية طويلة دون الوصول إلى المستويات العليا وذلك بسبب البقاء على نفس التمارين دون المجازفة في التدريب على تمارين جديدة ومتنوعة.
2- الأحكام السابقة:
تظهر الأحكام المسبقة على أساس تبني شعارات أو مقولات تهيئ الآخرين لقبول واقع ساكن غير متحرك .فهناك على سبيل المثال من يردد عبارات مشهورة مثل "ليس بالإمكان أفضل مما كان" أو " هذا هو ما تعلمناه وعرفناه ".
وهذا نلاحظه في اللاعب الذي يتعرض إلى خبرات الفشل أو خبرة واحدة من الفشل ولا يستطيع الحصول على خبرات نجاح فانه يشعر بأنه قدم أفضل ما عنده ولم يحصل على النجاح ويؤمن بأنه لا يستطيع تغيير مستواه وهذا يقتل الإبداع.
3- الجمود والكسل:
إن التحديث بمختلف مستوياته يتطلب كسر الجمود والانتقال إلى موقع جديد .ومما لا شك فيه أن التجديد يقود إلى الإبداع .ومما لا شك فيه أن ذلك يتطلب عزما موازيا للمهمة المراد تحقيقها .وفي حالة عدم وجود الدافع أو الرغبة لدى الشخص فإن فرص الإبداع تكاد تكون مستحيلة.
اعتماد اللاعب على أنواع معينة من التمارين أو التدريب في أجواء معينة أو في أوقات معينة دون التغير في المستوى ودون محاولته للتغير فان ذلك سوف يقوده إلى الكسل والخمول وقلة الرغبة في تحديد أهداف جديدة وبذلك فان الإبداع سوف ينعدم ولا يمكن تحقيقه.
4- القصور وعدم القدرة على إظهار الفكرة:
قد يمتلك الكثير من الناس حماسا للإبداع ،ولكن قدراتهم للتعامل معها محدودة ،إذ أن ولادة الفكرة لا تكفي للوصول إلى الإبداع ، وإنما عرض الفكرة في ضوء أسبابها وفروضها ونتائجها، والذي يتطلب سعة فكرية وإدراكية متميزة .وربما تكون الفكرة موجودة في ذهن الشخص، ولكنه لا يمتلك الجرأة خوفا من النقد الذي قد يواجهه.
وهذا نلاحظه عند بعض اللاعبين ضعاف المستوى اللذين تكون لديهم أفكار مختلفة ومتنوعة ولكن لا يمتلكون الثقة العالية بالنفس وقوة الإرادة التي تكون السبب في منعهم من تطبيق أفكارهم والخوف من الاستهزاء والنقد من الآخرين.
5- غياب الفرصة:
إن توفر الفكر الإبداعي والقدرة على الإبداع والرغبة في تقديم الجديد والتخلي عن التقليد ومساره. يتطلب توفر الفرصة التي تطرح فيها الفكرة .إذ أن الإبداع على هذا الأساس هو حصيلة تفاعل القدرة والرغبة والفرصة ، وإن فقدان أحدها يؤثر على نتيجة حصول الإبداع.
واللاعب ضعيف المستوى ليس لديه القدرة على الأداء الأفضل ولا تكون لديه الرغبة بالتفوق ولا يوفر المدرب له الفرصة للحصول على النجاح فيبقى مستواه متدني وغير مناسب.
6- عدم توفر البيئة الإبداعية:
تبرز الشخصية المبدعة على الأغلب في البيئة التي توفر عناصر الإبداع واستنباته. فما هي فائدة الفكرة الإبداعية في بيئة لا تدرك أو لا تفهم معناه. إذ أن الإبداع ليست مسألة قائمة على التشهي، وإنما تتطلب رصد قيم الإبداع وشيوعها في المجتمع. ويعمل المبدع في ظل عقلية متميزة في الفكر والسلوك والطموح ، لاسيما وأن العمل الإبداعي يتطلب قبول الأفكار المتقاطعة مع الذات والقدرة على تحمل الخلافات في الرأي والمضمون أو الخروج عن المعتاد.
وقد يكون السبب في التذبذب وعدم التقدم في بعض منتخباتنا العراقية هو عدم توفر البيئة المناسبة التي تساعد على تفوق الرياضي ودفعه نحو الإبداع.
صفات المبدعين:
هناك مجموعة من الصفات التي يتصف بها المبدعون وهي:
1- البحث عن الطرق والحلول البديلة وعدم الاكتفاء بحل أو طريقة واحدة.
2- التصميم والإرادة القوية.
3- أهداف واضحة يسعون للوصول إليها.
4- استقلاليون ومثابرون.
5- غير مبالين بتعليقات الغير السلبية.
6- عدم الخشية من الفشل.
7- لديهم ميل لكسر الروتين.
8- مبادرون.
9- إيجابيون ومتفائلون.
النظريات المبنية على أساس الشخصية المبدعة:
ركّزت هذه النظريات على دراسة خصائص الأفراد المبدعين واتجاهاتهم كطريقة لتفسير الإبداع، إذ ركز اميلي (1983) على بعض الخصائص الشخصية المرتبطة بالإبداع مثل الميل لكسر الروتين، ومرونة التفكير وتقدير الأفكار الجديدة. كما ركز ستيرنبرغ ولبرت 1995 (Stenberg & Leburt) على بعض السمات الشخصية الأكثر ارتباطاً بالإبداع، ومنها المرونة، وحب المغامرة، والاستقلالية، والثقة بالذات، والتلاعب بالأفكار، وتهدف مثل هذه النظريات إلى دراسة شخصية المبدع بهدف تطوير الخصائص الأكثر ارتباطاً بالإبداع وتنميتها.
وفيما يلي بعض من النظريات التي ركزت على الشخص المبدع:
نظرية تورانس (Torrance):
تحدث تورانس عن جوانب الإبداع ومكوناته واهتم بالإنسان المبدع، كما درس الاختلاف بين المبدعين والأقل إبداعاً وأكد أن الإبداع هو الحساسية العالية للمشكلات والعمل على حلّها.
نظرية تيلر(Taylor) التخيل والتصّور:
عدّ خصائص الشخص المبدع أساساً للتنبؤ بالأشخاص الذين من الممكن أن يكونوا ناجحين إبداعياً، وركّز على التفسير النظري للعلاقات ضمن العمليات العقلية وإنتاج الشعر، من خلال توضيح الفرق بين التخيّل والتصّور ويقصد بالتخيّل الإحساس في إدراك الفرد للأمور، أما التصور فهو الوضوح والثبات، وهما أسلوبان للذاكرة المتحررة في الوقت والزمان.
نظرية ماسلو (Maslow) الإبداع لدى الأفراد المحققين لذاتهم:
ركز في هذه النظرية على دور تحقيق الذات لدى الفرد، وأثره على قدرته الإبداعية، وفرّق بين الإبداع المتعلق بالإنجازات الملموسة، وبين القدرة على الإبداع وتحقيق الذات. ويعدّ دراساته المتعمقة لمفاهيم الإبداع، والصحة النفسية والعبقرية والموهبة والإنتاجية، تخلي عن فكرته النمطية بأن هذه المفاهيم مترادفة، ووصل إلى استنتاج بأن الصحة النفسية ليست المحدّد الوحيد الذي تعتمد عليه الموهبة العظيمة، كما توصل إلى أنّ تحقيق الذات الإبداعية ينبع من الشخصية، ويظهر بشكل موسع في المسائل الحياتية العادية، وعدّ ّالإدراك الحسي عنصراً أساسياً في تحقيق الذات الإبداعية.
نظرية لامبروسو ( Lombroso ):
ربط بين العبقرية والجنون من وجهة نظر بيولوجية للسلوك الإنساني، واستنتج بأن جنون العبقرية شكل خاص، وبيّن أن نسبة كبيرة من التأثيرات العقلية والجسدية تعود لعامل الوراثة، وقد استعرض بعض الصفات المشتركة بين العباقرة والمجانين مثل: طول القامة أو قصرها، النضج المبكر، استخدام اليد اليسرى، التلعثم.( )
ملامح الشخصية المبدعة:
هناك مجموعة من الملامح التي تتصف بها الشخصية المبدعة وهي :
1- لا تعمل بوضوح كامل وإنما تُجرِّب و تسأل كثيرا .
2- لا تهتمّ بنظرة الآخرين إليها وتحترم ذاتها و لديها شعور بتعدد مواهبها .
3- تعمل ما تؤمن به ولو أزعج الآخرين و صبورة في العمل وان كان شاقا
وملولة في غيره ومتحمسة لما تُحب فقط .
4- تفكِّر بشكل أفضل في وقت الفراغ والهدوء .
5- تعتمد كثيرا على أحاسيسها ومشاعرها ولديها الكثير من أحلام اليقظة
(السرحان) وأيضا لديها الإحساس بجمال الأشياء .
6- مرحة واجتماعية وتحبّ اللعب والتسلية وغير منظمة في أوراقها.
7- لديها أفكار غريبة بالنسبة للآخرين وترى ما لا يراه الآخرون .
8- تستمتع بتجربة الأمور الجديدة ولديها روح المغامرة .
9- كثيرة نسيان أسماء الأشخاص والأماكن وتحب التغيير والتجديد .
10- لا تستطيع ضبط مشاعرها وتؤثر فيمن تختلط بهم وتمتاز بدرجة عالية من
الاتزان الانفعالي.
11- عالية الهمة وتعمل من تلقاء نفسها مثابرة وقوية الثقة.
12- لا تحب الروتين وذات قدرة عجيبة في تحمل المسؤولية .
13- واسعة الأفق ، تمتلك درجة جيدة من الذكاء ولديها رغبة عارمة في التفوق
الأكاديمي .
14- كثيرة التفاؤل ومتعددة الميول والمواهب وتحب المنافسة والتحدي.
ليس بالضرورة وجود كل تلك الملامح في الشخص الواحد، وإنما كلما زادت زاد احتمال الإبداع أكثر.
كما أن تلك الملامح تأتي لدى الشخصية المبدعة ، بصورة طبيعية دون تكلُّف.
الشخصية المبدعة "الابتكارية"
إن الشخصية المبدعة الابتكارية المتفوقة لها قدرة خاصة متميزة لحل المشكلة وإبداع الرؤية في العمل الفني وأسلوب حلها وطريقة إنتاج أعمال أصيلة وأفكار تتميز بالخلاقة في الرسم والشعر والرياضيات والكتابة والموسيقى وفي كل المجالات حتى إن نتاجهم الفني والإبداعي يكون تام التكوين ويرقى إلى التفرد النوعي ، هذه المقومات لا نجدها في الإنسان العادي وإنما تكون لدى المبدع المتفوق حصراً ومن أهم العوامل الشخصية التي يمكن ملاحظتها لديه :
- الحس المفرط.
- المقدرة الفكرية المتميزة.
- قابلية الحركة.
ففي تفاعل العامل الأول "الحس المفرط" والعامل الثاني "المقدرة الفكرية" تنتج العبقرية وان كانت بعض الفنون تحتاج إلى الإبداع في العامل الثالث "قابلية الحركة " بدرجة واضحة مثل الإبداع في النحت والإبداع في التمثيل والإبداع في الرقص .
إن العبقرية والإبداع والابتكارية هي سمات تقترن بالشخصية الإنسانية ومدى حاجات كل منها ، فعادة ما يميل الفنانون المبتكرون إلى إنفاق قدر كبير من الوقت في اكتشاف العمل الفني المبدع وتحديده أو اكتشاف المشكلات الاستثنائية برؤية أخرى تختلف عن الرؤية العامة للناس لذا فان المبدعين لهم بعض الصفات تختلف عن الناس العاديين وبشكل أكثر من الآخرين ومنها : المثابرة والإصرار وبذل الجهد بصورة مكثفة فضلا القدرة على أن يكونوا في براءة وصراحة الأطفال والكشف عن مشاعر يتم في العادة قمعها .
من صفات الشخصية المبدعة إن لديها قدرات خاصة متميزة في الطلاقة الفكرية والمرونة والأصالة بصورة واضحة ، كذلك وجد إن نمط الشخصية المبدعة الابتكارية تستخدم دائما إستراتيجيتين في نطاق واسع خصوصا لدى الراشدين والبالغين وهما :
- العصف الذهني Brain storming
- تآلف الأشتات Synectics
وتقدم فكرة العصف الذهني لدى المبدع على انه يستطيع إنتاج عدد كبير من الأفكار حول موضوع معين ، وله القدرة على إيجاد العديد من الحلول لمسألة رياضية واحدة أو مسألة فيزيائية أو مسألة تتعلق بالعلوم الصرفة أو حتى في مجال الإبداع الفني والشعري والقصصي أو كتابة النص أو تأليف مقطوعة موسيقية أو رسم لوحة فنية أو ما شاكل ذلك من الأعمال ، فهو يتمتع بقدرة وافرة على غزارة إنتاج الأفكار. أما فكرة تآلف الأشتات فهي أيضا سمة واضحة لدى الشخصية المبدعة وتقوم على انه يعيد رؤية ودراسة أي إبداع في الإنتاج الفكري من وجهات نظر جديدة ومتعددة .
ويبقى أن نطرح السؤال الأهم في موضوع الإبداع والابتكار وهو : كيف يحدث الإبداع لدى الإنسان المبدع ؟
يرى علماء النفس أن هناك أربع ادوار للعملية الإبداعية عند الأشخاص المبدعين وهي :
- الدور الإعدادي ... وفيه يتوفر الجهد المركز.
- دور الترقيد ... وفيه تترك المشكلة أو الاهتمام بدون متابعة واعية.
- دور الإضاءة ... وفيه تظهر الحلول أو الإجابات السريعة وبقدرة بارقة وبصيرة نافذة
- دور التحقق ... وفيه يعبر عن عملية الخلق والإبداع في الواقع .
مقومات الإبداع:
هناك مجموعة من المقومات التي تعمل على تقويم الإبداع وهي :
1- الذكاء :
قد يبدو أن الذكاء الحاد والإبداع متلازمان ! والحقيقة إن الارتباط بينهما ليس كما نتصور ، والعلاقة بينهما تحتاج إلى توضيح وتفصيل .
إذا اعتبرنا الذكاء قدرة عقلية عامة فهو يختلف عن الإبداع ، وإن كان يرتبط به ، لأن الإبداع عملية أكثر تحديداً وأكثر خصوصية من الذكاء ، كما أن الإبداع ليس جزءاً من الذكاء وإن كان مرتبطاً به .
لقد استطاع كثير من العلماء ان يثبتوا ان علاقة الذكاء بالإبداع هي علاقة مثلثة الأبعاد، بمعنى ان أصحاب القدرات الإبداعية المرتفعة يتمتعون دائما بنسبة مرتفعة من الذكاء، ولكن أصحاب الذكاء المرتفع قد يتمتعون وقد لا يتمتعون بقدرات إبداعية إبتكارية مرتفعة، وان أصحاب القدرات الإبداعية المنخفضة قد يكونون من ذوي الذكاء المرتفع أو من بين ذوي الذكاء المنخفض، إما أصحاب الذكاء المنخفض فيندر ان يتمتعوا بقدرات إبداعية مرتفعة . وعلى ذلك فكل المبدعين أذكياء ، ولكن ليس كل الأذكياء مبدعين.
وهناك شبه اتفاق عام بين الباحثين على انه من اجل تحقيق نتائج إبداعية عالية فلابد من وجود حد أدنى من الذكاء الذي يختلف من مجال إلى آخر في مجالات النشاط .
2- الدافعية:
للدافعية دور حاسم في عملية الإبداع، والأشخاص المبدعون يتميزون بدافعية قوية وطاقة عالية على المثابرة في العمل وميل واسع للإطلاع يظهر في الرغبة بالمعرفة.
وليس المبدع شخصا منعزلا، وإنجاز إبداعه ليس من أجل الإنجاز وإنما لفائدة المجتمع، حيث يتضمن النشاط الإبداعي عامل الإنجاز الإنساني للشخص المبدع، فهو يسعى من أجل إضافة قيم جديدة للميراث الاجتماعي، ويسعى لدفع التقدم الاجتماعي عبر ما يقدمه من إنتاج إبداعي.
وقد وقف العلماء على بعض الدوافع المتميزة - في هذا الصدد- مثل الدافع إلى الإنجاز، والدافع إلى جلب النظام إلى ما هو غير منظم، وهي دوافع تنتظم في دائرة الأنشطة ذاتية الإثابة .وهي تلك الأنشطة التي يتمثل في إتيانها عنصر الجاذبية، أو بمعنى أخر يكمن في ممارستها عنصر الإثابة وهي بخلاف الأنشطة خارجية الإثابة والتي يمارسها المرء من أجل أهداف خارجية. ومن الأنشطة التي تحمل في ذاتها عنصر الإثابة حب الاستطلاع والرغبة في اكتشاف الأشياء بغية الوقوف على طبيعتها والاستغراق في التفكير التأملي، واقتناء الأشياء الغريبة. فهذه الاهتمامات تبين طبيعة الأنشطة التي تحمل في ذاتها عنصر الإثابة. فمن تحدوه رغبة في اكتشاف الأشياء وتحركه دافعية حب الاستطلاع وما شابههما من اهتمامات مماثلة يرى في الأنشطة التي يمارسها والتي تمليها هذه الاهتمامات غايات في ذاتها أكثر مما يرى فيها وسائل لغايات أخرى.
ومن الواضح أن هناك علاقة بين القيم المميزة للأفراد المبدعين، وبعض الدوافع التي تحرك سلوكهم فقيمة الإصلاح على سبيل المثال والتي تبلور نفسها مع نضج الفرد المبدع في شكل إضفاء معنى جديد على العالم تعد بمثابة تتويج لدافع جلب النظام إلى ما هو غير منظم، كما أن التوجه بقيمة الصدق والتي تعني البحث عن الحقيقة لذاتها، هي بلورة واضحة أيضا لحب الاستطلاع.
3- المناخ الاجتماعي:
الإنتاج الإبداعي يتجسد في مناخ اجتماعي، والإبداع في حقيقته عملية أقرب إلى الحوار المتبادل بين الأوضاع الثقافية والاجتماعية السائدة في البيئة والمجتمع، والتكوين النفسي والوجداني للفرد المبدع، وهو ما يعطي دلالة على وجود تأثير المجتمع والبيئة المحيطة ،وما يسود المجتمع والبيئة من نظم ومناخ ثقافي واجتماعي وتربوي على الفكر المبدع، والإبداع الحقيقي لا يتم إلا في ظروف اقتصادية واجتماعية ملائمة.
4- المثابرة في العمل:
الشكل الأساسي للعلاقة بين الإنسان المبدع والعالم الموضوعي هو العمل بكل أشكاله ومظاهره.
وعملية الإبداع كمظهر نفسي داخلي تتشكل وتتطور من خلال أنشطة العمل المختلفة ومن هنا جاء تعريف الإبداع حسب أهميته للعمل على أنه النشاط أو العمل الذي يؤدي إلى إنتاج جديد ينفع المجتمع.
5- الخيال الإبداعي:
لا إبداع بغير خيال، وكلما كان الخيال ممتلئا وعميقا كان دليلا على قدرة إبداعية وتصورية كبيرة ،ويفهم الخيال على أنه القدرة العقلية النشطة على تكوين الصور والتصورات الجديدة، ويشير هذا المصطلح إلى عمليات الدمج والتركيب وإعادة تركيب وترتيب الذاكرة الخاصة بالخبرات الماضية، وكذلك الصور التي يتم تشكيلها وتكوينها خلال ذلك في تركيبات جديدة. والخيال الإبداعي بنائي ويتضمن الكثير من عمليات التنظيم العقلية، ويشتمل على منظور زمن منفتح، فخلال النشاط الخيالي تمتزج صور وخبرات وتوقعات الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل) ،ومن خلال هذا الامتزاج ينتج ذلك المركب الجديد هو المنتج الخيالي الإبداعي المتميز.
شخصية الرياضي المتفوق:
أصبحت السمات الشخصية عنصرا مهما وحاسما في تحديد النجاح أو الفشل في أي مجال من المجالات النشاط الإنساني ومنها النشاط الرياضي، إذ ان ملائمة السمات الشخصية للفرد مع طبيعة المتطلبات والخصائص النفسية المميزة لنوع الرياضة يعطي مردودات ايجابية في الانجاز لتلك الفعالية.
وحتى يكون الإعداد النفسي شاملا ومتكامل، يجب على المدرب والرياضي معرفة مكونات الشخصية المثالية، ليتمكنا من العمل على تنميتها وتطويرها وفق متطلبات الإعداد الشامل للتفوق في النشاط الرياضي.
الإبداع والنشاط الرياضي :
التربية البدنية هي ذلك الجانب المتكامل من التربية والذي يعمل علي تنمية الفرد وتكيفه مع كافة النواحي من خلال حركة الفرد وممارسة النشاط الرياضي ، وهي بذلك تضع الأسس الأولي لتكوين الشخصية وتساهم في الابتكار والإبداع ، وكما هو معروف أن الإنسان الذي يعمل بصفة جيدة وبجسم متكامل يعمل بعقل متفتح وناجح ، لأن العقل السليم في الجسم السليم ، ولهذا فإن الخبراء والمختصين يرون أن أنشطة التربية البدنية والرياضية تستطيع أن تسهم بدرجة كبيرة في تنمية المواهب وصقلها وإظهار إبداعاتها بما يخدم المجتمع .
إن الموهبة التي تظهر من خلال النشاط الحركي لابد أن تنمي ويتم تطوير الطاقات الابتكارية لديها وتطوير الإبداع الحركي وتقديم العون لها ، وبالتالي فإن الشخص المبدع في النشاط الرياضي يجد فرصة كاملة من خلال أداؤه لهذا النشاط ، والإبداع الحركي يقصد به اكتشاف الجديد في النشاط الحركي وأداؤه بصورة متميزة ورائعة تفوق اداء الآخرين الممارسين لهذا النشاط ، ويذكر محمد حسن علاوي أن من نتائج العالم النفساني بوني poney أن الرياضيين في استطاعتهم الجمع في وقت واحد بين النشاط العقلي بقدراته المختلفة والنشاط البدني العنيف مثل الجمباز ، المصارعة ، الغطس ، فالنشاط الحركي يساعد علي تنمية العقل ويساهم في حل بعض المشاكل التي قد تكون حيرت الإنسان في بعض الأوقات ، من هنا فإن طبيعة النشاط الرياضي تنمية قدرة الفرد علي حسن التصرف من خلال المواقف الصعبة التي يتعرض لها اللاعب ويستطيع بقدراته الخاصة التغلب عليها من خلال الإبداع في هذا الاتجاه , لذا فإن بعض العلماء يوضحون أن النشاط الرياضي هي عملية ممارسة عملية تظهر نتائجها في الأداء العملي التطبيقي وتحتاج إلي تفكير مقترن بالتنفيذ ، وهذا ما يطلق عليه بالإنتاج الإبداعي في النشاط الرياضي .
إن التربية الرياضية علم وفن والفرد الرياضي يسلك ميدان الإبداع الحركي من خلال الحركات التي يقوم بها وفقاً لطبيعة النشاط الممارس
ودائماً الأنشطة الرياضية التي يستطيع أن يبدع فيها اللاعب أنشطة تمارس من خلال قانون ملزم بأداء محدد ، ولكن الأنشطة المقيدة بواجبات حركية خاصة قد لا تستدعي القدرات الابتكارية لدي الأفراد في الأنشطة التي تعطي ، وهذه الأنشطة مثل الجمباز ، والغطس وقد أكدت الدراسات البحوث أن الطفل الموهوب يتميز بالصحة الجسمية والعقلية والتوافق العضلي ، والقوة والمهارة ، ويؤكد هولينجوورث بأن الموهوبين يتفوقون في الوزن والطول وفي الطاقة الحركية والتوافق العضلي العصبي ، وهم أسرع من الأطفال العاديين في الأعمال والأنشطة التي تحتاج إلي اللياقة البدنية والمهارات الحركية .
المصادر:
1- إبراهيم مشني الغامدي، الجوانب النفسية في الشخصية المبدعة، 1429هـ،.
2- أحمد آدم أحمد و نيازي حمزة الطيب، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، كلية التربية البدنية والرياضة http://www.moe.gov.sd/activities/index. ... ative-care
3- اسعد الأمارة، سيكولوجية الشخصية ، الأكاديمية العربية المفتوحة،في الدنمارك ،كلية الآداب والتربية،قسم العلوم النفسية والاجتماعية، http://www.ao-academy.org/viewarticle.php?id=344
4- أميرة عبد الواحد منير: الإبداع والتفكير الإبداعي في المجال الرياضي ، جامعة بغداد – كلية التربية الرياضية، عضوة الأكاديمية الرياضية العراقية، http://blog.iraqacad.org/?p=320
5- الحيزان، عبد الإله إبراهيم، لمحات في التفكير الإبداعي - سلسلة تصدر عن مجلة البيان-أضواء المنتدى -الطبعة الأولى 1423 هـ 2002 م.
6- روشكا، الكسندرو. الإبداع العام والخاص . ترجمة : د. غسان عبد الحي أبو فخر. الكويت: عالم المعرفة، 1989م.
7- سايمتن، دين كيث . ترجمة : د. شاكر عبد الحميد. العبقرية والإبداع والقيادة. الكويت: عالم المعرفة، 1993م.
8- عبد العال ،حسن إبراهيم: التربية الإبداعية ضرورة وجود- عمان: دار الفكر- الطبعة الأولى 1425 ھ 2004م.
9- فرحان ،القضاة و الترتوري ،محمد- أساسيات علم النفس التربوي : النظرية والتطبيق –عمان :دار الحامد- الطبعة الأولى 2006 م.
10- نوال مهدي العبيدي، وآخرون: التدريب الرياضي، مكتب دار الأرقم للطباعة، بغداد ، 2009.
11- يوسف قطامي : تعليم التفكير للمرحلة الأساسية، ط1، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2001.
12- http://ekhtra3at.ibda3.org/montada-f21/topic-t58.htm
13- http://forum.stop55.com/139355.html
14- http://www.csun.edu/~vcpsy00h/creativity/define.htm
15- http://www.life123.com/health/self-impr ... vity.shtml
شخصية تستحق الاهتمام كونها شخصية غير عادية لها صفات وسمات لا توجد في غيرها ، فهي تعيش بيننا بيد إنها تفكر وتعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين ، لديها إيمان عميق إنها لا يجب أن ترضى بالأمر الواقع ، فهي شخصية خلاقة في جميع شؤون حياتها تستطيع أن تصنع من المستحيل أمر واقعا بالجهد والعمل والتفكير.
فالشخصية حسب رأي علي كمال :
هي التي يجمع صاحبها في نفسه معدلا متوازن التركيب من الخصائص الإنسانية التي يتقبلها المجتمع بأنها في حدود الاعتدال.
ويعرفها أيضا : انه ذلك الفرد الذي تظهر خصائص شخصيته بصورة متكاملة ،وبأنه يستطيع توجيه هذه الخصائص بشكل متوازن نحو تحقيق هدف حياتي معين.
والإبداع كما يراه يوسف قطامي :
ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج الفرد فيها الأشياء ، والمواقف، والخيارات والمشاكل بطريقة فريدة وغير مألوفة، أو يوضع مجموعة حلول السابقة والخروج بحل جديد.
والشخصية المبدعة ترى النجاح قريبا منها تؤمن بالتطور والتقدم ولا تستسلم للصعوبات والعوائق ولا تصطدم بالفشل بل تتجاوزه ، لها أثرها الفاعل في الحياة والاجتهاد والمثابرة لا تغيب عنها .
إن ما ينعم به إنسان اليوم إنما هو محصلة أو نتاج الإبداع وما يعيشه إنسان اليوم من راحة واستمتاع إنما هو نتاج عبقرية الإبداع من أبناء المجتمعات الذين كرسوا حياتهم ، مخلصين من أجل حل المشكلات التي كانت تكبل الإنسان وتهدر طاقته وتبددها .
إن الإبداع في شخصية الإنسان تعبير عن إنسانيته وفي نفس الوقت هو وسيلة من وسائل تزكية هذه الإنسانية وإظهارها وإبرازها وتنميتها.
هل هناك مواصفات خاصة بالشخصية المبدعة؟
المبدع شخص نشيط ومثابر، وهو كذلك ذو ثقة عالية بنفسه، يتحمل المسؤولية، ويبحث دائماً عمّا هو جديد. كما أنه يبتعد عن التقليد والمحاكاة، ويبتكر ما هو أصيل.
والمبدع شخص خلاّق بالمعنى الدقيق للكلمة. قد يستفيد من تجارب الآخرين، إلا أنه يُضيف إليها من ابتكاراته الخاصة. وهو عنيد ومغامر. يحلم ، ويعمل جهده على تحقيق أحلامه. وهو دائم التفكير ودائم العمل، ولا يثنيه عن الوصول إلى أهدافه أي عائق مهما كان.
وفي دراسة حول مشاهير المبدعين، تبين أن 90% منهم تميّز بدرجة عالية من الذكاء وحب الاستطلاع، الذي لا يكفّ عن طرح التساؤلات.
ثم إنّ هناك الدافعيّة والرغبة في التفوق والشهرة والتوق للإنجاز والنجاح والفوز.
أما جيلفورد، فهو يربط بين الشخصية المبدعة وبعض الخصائص، كالمرونة والطلاقة والأصالة والتفكير التباعدي، أي المنطلق.
بينما يرى غيره أهمية الدافعية والمزاج واستقلالية التفكير.
كما يرى آخرون أن هناك علاقة كبيرة بين الإبداع والصحة النفسية للشخص المبدع.
وإذا تتبعنا بعض خصائص المبدعين، فإنهم يقضون ساعاتٍ وربما أياماً متواصلة في العمل. وبأنهم قارئون من الدرجة الأولى.
أياً كان الأمر، فلا شك أن المبدع يحتاج إلى بيئة تحفزه على الإبداع، وأشخاص يُشجّعونه ويُقدّرون أعماله، ويساعدونه على المضي في أبحاثه وإنجازاته، وعلى نشرها وتعميمها والاستفادة منها.
كما أنّ الشخصيّة المبدعة تتسم بالشعور بالسعادة لما تقوم به من أعمال أياً كانت صعوبتها. وهي مهذبة في التعامل مع الآخرين، وتتصف بالصدق والعدالة ومراعاة القيم الإنسانية، وتتمتع بالروح المرحة، والتفاؤل، وبقدر كبير من الحضور الشخصي.
سمات الشخصية المبدعة:
يرى علماء النفس أن الشخص المبدع يملك سماتا أو قدرات يظهر تأثيرها على سلوكه ، ويكون مبدعا إذا ظهرت لديه تلك السمات أو بعضها بدرجة كبيرة.
1- الطلاقة :
وتمثل القدرة على إنتاج عدد كبير من الأفكار في فترة زمنية محددة ، كالقدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى، والقدرة على إعطاء كلمات لها ارتباط بكلمات معينة ، والقدرة على التصنيف السريع للكلمات في فئات، وكذلك سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد .
وتصنف الطلاقة إلى عدد من الأقسام ومنها :
- الطلاقة الفكرية : وتعني معدل سيل الأفكار المولدة في زمن محدد.
- الطلاقة اللفظية : ويقصد منها إنتاج أكبر عدد ممكن من الجمل والألفاظ ذات المعاني المختلفة.
2- المرونة :
ويقصد منها التكيف السريع مع المواقف الجديدة ، أي إنها نقيض للتصلب والجمود ، ومن المرونة قدرة الشخص على إنتاج عدد متنوع من الاستجابات لا تنتمي إلى فئة أو مظهر بعينه وبشكل تلقائي وتصنف المرونة إلى عدة أقسام منها :
- المرونة التلقائية : وهي قدرة الشخص على إعطاء استجابات متنوعة تنتمي إلى فئة أو مظهر بعينه.
- المرونة التكيفية : ويقصد بها قيام الفرد بتغيير فئة الاستعمال أو طريقة الاستعمال أو بناء أساليب جديدة في التعامل مع المشكلة.
3- الحساسية للمشكلات :
إن الشخص المبدع لديه الحساسية المرهفة للتعرف على المشكلات في الموقف الواحد ، فهو يرقب الثغرات ونواحي القصور في الأفكار الشائعة ويرى فيها ما لا يراه الشخص العادي.
4- الأصالة :
وتعني أن الشخص المبدع لا يكرر أفكار الآخرين ولا يعتمد على حلولهم التقليدية للمشاكل ، فأفكاره متميزة وجديدة وغير مألوفة. والأصالة أعلى درجات الإبداع . وهي مختلفة عن الطلاقة والمرونة بأنها:
- لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية كما في الطلاقة ، بل تعتمد على قيمة تلك الأفكار ونوعيتها وهذا ما يميزها عن الطلاقة.
- لا تشير إلى عدم الاعتماد الشخص المبدع على تصوراته وأفكاره هو شخصيا ، بل تشير إلى عدم اعتماده على أفكار وتصورات الآخرين وهذا ما يميزها عن المرونة.
5- الاحتفاظ بالاتجاه :
والمقصود هنا أن الشخص المبدع لديه القدرة على التركيز لفترات طويلة في مجال اهتمامه دون تأثير للمشتتات والمعوقات التي تثيرها المواقف الخارجية أو التي تحدث نتيجة للتغيير في مضمون الهدف ، وسمة الاحتفاظ بالاتجاه سمة أساسية تسهم في أداء المبدع وخاصة في مجال العلوم ، حيث يحتاج فيها العمل الإبداعي لامتداد زمني طويل لإنجازه.
مراحل العملية الإبداعية:
لقد استطاع (والاس وجراهام )منذ خمسين عاما ان يميز بين أربع مراحل من مراحل نمو العملية الإبداعية وهي:
1- مرحلة الإعداد أو التحضير:
فيها تحدد المشكلة وتفحص من جميع جوانبها وتجمع المعلومات من الخبرات السابقة وتهضم جيدا ويربط بعضها ببعض بصور مختلفة ثم يقوم المبدع بمحاولات للوصول للحل يستبعد بعضها ويستبقي البعض الأخر إلا إن الحل يصعب الوصول آلية في هذه المرحلة وتبقى المشكلة قائمة.
كما يعمل المدرب المبدع على وضع أكثر من خطة حسب قابلية فريقه وإمكانياتهم ويستبعد الاحتمالات الغير مناسبة.
2- مرحلة الاختمار أو الحضانة:
وهي مرحلة تريث وانتظار لا ينتبه فيها المبدع إلى المشكلة انتباها جديا غير إنها ليست فترة خمود بل فترة يتحرر فيها العقل من الكثير من الشوائب التي ليس لها صلة بالمشكلة ، وفيها تطفو الفكرة وتتضح بين آن وآخر على سطح الشعور ويشعر المبدع انه يتقدم نحو غايته وتتجه المشكلة لاقتناص الذكريات والأفكار والصور الذهنية التي يتم بها الإبداع.
وهنا يقوم المدرب ذو الشخصية المبدعة بالتخلي عن الخطط الغير مناسبة لفريقه والبقاء على الخطط التي يمكن ان يطبقها فريقه بأكمل وجه وأحسن شكل.
3- مرحلة الإلهام أو الإشراق:
وفيها يأتي الحل إلى الذهن ويتضح فجأة فكان الحل ضرب من الحدس لان الحدس هو نوع من الإدراك المباشر السريع أو الاستنتاج المباشر الفجائي الذي يصل إلية المرء عن طريق علامات طفيفة أو مقدمات لا يدركها إدراكا شعوريا واضحا وكثيرا ما يصل الحدس إلى أحكام دقيقة صادقة على الناس والأحداث.
وهنا يدخل حدث المدرب في اختيار الخطة الأفضل والأحسن بالنسبة لفريقه.
4- مرحلة إعادة النظر أو التحقيق:
على المبدع أن يختبر الفكرة التي ابتدعها ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة صحيحة أو تتطلب شيئا من الصقل والتهذيب، إن كثيرا من المبدعين يجدون أن إبداعهم لا يولد مكتملا بل يحتاج إلى تعديل وتحوير.
بعد ان اختار المدرب الخطة المناسبة ليقوم بصقلها وإضافة اللمسات المناسبة لها.
إن هذه المراحل متتالية ومتداخلة إذ أن كل مشكلة تحدث للفرد أو لمجموعة من الأشخاص يفكر هؤلاء بإيجاد حل لها وان درجة القدرة على التفكير الإبداعي تختلف من شخص لآخر. فنأخذ مراحل العملية الإبداعية بالترتيب عند جميع الأشخاص الذين يتعرضون لتلك المشكلة ، لأنها تتطلب منهم حلا إلا أن هذا التتالي لا يصل إلى مرحلة الولادة الجديدة ومرحلة التقويم عند مجموعة الأشخاص من ذوي المستويات المنخفضة والمتوسطة في قدرات التفكير الإبداعي. وان هذه القدرة تصل إلى مرحلة الولادة الجديدة ومرحلة التقويم عند مجموعة الأشخاص ذوي المستوى المرتفع ، وهؤلاء هم الذين يحدث عندهم تداخل المراحل وذلك من خلال استخدامهم للعناصر المتكونة للمشكلة إضافة إلى ما تضفيه الظروف المواكبة للمشكلة والخبرات السابقة المتكونة عند الشخص. ونتيجة لتفاعل العناصر المشتركة في العملية الإبداعية يحدث التداخل بين المراحل والناتج الجديد لهذه العملية يظهر على شكل يطلق علية الإبداع.
ويختلف الأشخاص فيما بينهم في القدرات الإبداعية من مجال إلى أخر فقد يكون منهم مبدعون في مجال الرياضيات أو الشعر أو الموسيقى وغيرها من المجالات الأخرى أما في المجال الرياضي فيمتاز الأشخاص فيما بينهم في القدرات الإبداعية بالدرجة ، إذ ينتشر الأشخاص في حدين فمنهم من يكون أعلى إبداعا وهو الذي يحصل على درجة عالية ومنهم من يحصل على درجة أدنى في المجال نفسه وبذلك يصبح الشخص الذي يستطيع الإبداع هو من تتوفر عنده خبرات سابقة في المجال الرياضي فضلا عن العوامل الذاتية والظروف البيئية الملائمة التي تسمح له بالتخيل الواسع والتعبير بحرية عن قدراته والمواقف التي تثير اهتمامه وبهذا أرى إن مراحل العملية الإبداعية في المجال الرياضي في اغلب الأحيان تتم بالشكل التالي :
1- مرحلة الإحساس بالمشكلة : وفيها يظهر الشعور لدى الرياضي بوجود مشكلة يتطلب لها حلا.
2- مرحلة تحديد المشكلة : وفيها يحدد الرياضي إطار المشكلة لأجل البحث فيها.
3- مرحلة جمع المعلومات : وفيها تجمع المعلومات والحقائق المتعلقة بالمشكلة والاستفادة من الخبرات السابقة
4- مرحلة الفرضيات : وفيها تقترح الحلول الحركية
5- مرحلة الظهور : وفيها تظهر الحلول الحركية على شكل إنتاج فريد وجديد من بين الحلول الحركية المقترحة في المرحلة الرابعة
6- مرحلة التقويم : وفيها يتم اختبار النتائج للتأكد من صحتها وذلك بالمقارنة بين ما يجب أن يتم وما تم فعلا بالنتيجة.
معوقات الإبداع:
هناك مجموعة من المعوقات التي تؤثر على الإبداع ومنها :
1- الإبقاء على العادات المألوفة:
يجابه الكثير من الناس مشكلة التخلي عن الأساليب القديمة في التفكير أو العمل أو الممارسات .وقد اعتادوا على ضمان مستوى محدد من النتائج والتي اكتسبت هذه النتائج مستوى تحقيق مؤكد. وتظهر هذه القيود عند الناس العاديين المحافظين على الوضع القائم والذين لا يرغبون في تحمل المخاطرة أو الدخول في مراهنات تتطلب مستوى عالي من الجهد. ويغلب على الشخصية العادية في هذا الإطار خاصية الخوف من المجهول .ولما كان الإبداع يتطلب قدرا من تحمل المخاطرة، فإن السلوك ضمن التصرفات القديمة يتناقض مع الإبداع .
وهذا نلاحظه عند اللاعبين اللذين لا يتغيرون في مستواهم ويبقون محافظين عليه لفترة زمنية طويلة دون الوصول إلى المستويات العليا وذلك بسبب البقاء على نفس التمارين دون المجازفة في التدريب على تمارين جديدة ومتنوعة.
2- الأحكام السابقة:
تظهر الأحكام المسبقة على أساس تبني شعارات أو مقولات تهيئ الآخرين لقبول واقع ساكن غير متحرك .فهناك على سبيل المثال من يردد عبارات مشهورة مثل "ليس بالإمكان أفضل مما كان" أو " هذا هو ما تعلمناه وعرفناه ".
وهذا نلاحظه في اللاعب الذي يتعرض إلى خبرات الفشل أو خبرة واحدة من الفشل ولا يستطيع الحصول على خبرات نجاح فانه يشعر بأنه قدم أفضل ما عنده ولم يحصل على النجاح ويؤمن بأنه لا يستطيع تغيير مستواه وهذا يقتل الإبداع.
3- الجمود والكسل:
إن التحديث بمختلف مستوياته يتطلب كسر الجمود والانتقال إلى موقع جديد .ومما لا شك فيه أن التجديد يقود إلى الإبداع .ومما لا شك فيه أن ذلك يتطلب عزما موازيا للمهمة المراد تحقيقها .وفي حالة عدم وجود الدافع أو الرغبة لدى الشخص فإن فرص الإبداع تكاد تكون مستحيلة.
اعتماد اللاعب على أنواع معينة من التمارين أو التدريب في أجواء معينة أو في أوقات معينة دون التغير في المستوى ودون محاولته للتغير فان ذلك سوف يقوده إلى الكسل والخمول وقلة الرغبة في تحديد أهداف جديدة وبذلك فان الإبداع سوف ينعدم ولا يمكن تحقيقه.
4- القصور وعدم القدرة على إظهار الفكرة:
قد يمتلك الكثير من الناس حماسا للإبداع ،ولكن قدراتهم للتعامل معها محدودة ،إذ أن ولادة الفكرة لا تكفي للوصول إلى الإبداع ، وإنما عرض الفكرة في ضوء أسبابها وفروضها ونتائجها، والذي يتطلب سعة فكرية وإدراكية متميزة .وربما تكون الفكرة موجودة في ذهن الشخص، ولكنه لا يمتلك الجرأة خوفا من النقد الذي قد يواجهه.
وهذا نلاحظه عند بعض اللاعبين ضعاف المستوى اللذين تكون لديهم أفكار مختلفة ومتنوعة ولكن لا يمتلكون الثقة العالية بالنفس وقوة الإرادة التي تكون السبب في منعهم من تطبيق أفكارهم والخوف من الاستهزاء والنقد من الآخرين.
5- غياب الفرصة:
إن توفر الفكر الإبداعي والقدرة على الإبداع والرغبة في تقديم الجديد والتخلي عن التقليد ومساره. يتطلب توفر الفرصة التي تطرح فيها الفكرة .إذ أن الإبداع على هذا الأساس هو حصيلة تفاعل القدرة والرغبة والفرصة ، وإن فقدان أحدها يؤثر على نتيجة حصول الإبداع.
واللاعب ضعيف المستوى ليس لديه القدرة على الأداء الأفضل ولا تكون لديه الرغبة بالتفوق ولا يوفر المدرب له الفرصة للحصول على النجاح فيبقى مستواه متدني وغير مناسب.
6- عدم توفر البيئة الإبداعية:
تبرز الشخصية المبدعة على الأغلب في البيئة التي توفر عناصر الإبداع واستنباته. فما هي فائدة الفكرة الإبداعية في بيئة لا تدرك أو لا تفهم معناه. إذ أن الإبداع ليست مسألة قائمة على التشهي، وإنما تتطلب رصد قيم الإبداع وشيوعها في المجتمع. ويعمل المبدع في ظل عقلية متميزة في الفكر والسلوك والطموح ، لاسيما وأن العمل الإبداعي يتطلب قبول الأفكار المتقاطعة مع الذات والقدرة على تحمل الخلافات في الرأي والمضمون أو الخروج عن المعتاد.
وقد يكون السبب في التذبذب وعدم التقدم في بعض منتخباتنا العراقية هو عدم توفر البيئة المناسبة التي تساعد على تفوق الرياضي ودفعه نحو الإبداع.
صفات المبدعين:
هناك مجموعة من الصفات التي يتصف بها المبدعون وهي:
1- البحث عن الطرق والحلول البديلة وعدم الاكتفاء بحل أو طريقة واحدة.
2- التصميم والإرادة القوية.
3- أهداف واضحة يسعون للوصول إليها.
4- استقلاليون ومثابرون.
5- غير مبالين بتعليقات الغير السلبية.
6- عدم الخشية من الفشل.
7- لديهم ميل لكسر الروتين.
8- مبادرون.
9- إيجابيون ومتفائلون.
النظريات المبنية على أساس الشخصية المبدعة:
ركّزت هذه النظريات على دراسة خصائص الأفراد المبدعين واتجاهاتهم كطريقة لتفسير الإبداع، إذ ركز اميلي (1983) على بعض الخصائص الشخصية المرتبطة بالإبداع مثل الميل لكسر الروتين، ومرونة التفكير وتقدير الأفكار الجديدة. كما ركز ستيرنبرغ ولبرت 1995 (Stenberg & Leburt) على بعض السمات الشخصية الأكثر ارتباطاً بالإبداع، ومنها المرونة، وحب المغامرة، والاستقلالية، والثقة بالذات، والتلاعب بالأفكار، وتهدف مثل هذه النظريات إلى دراسة شخصية المبدع بهدف تطوير الخصائص الأكثر ارتباطاً بالإبداع وتنميتها.
وفيما يلي بعض من النظريات التي ركزت على الشخص المبدع:
نظرية تورانس (Torrance):
تحدث تورانس عن جوانب الإبداع ومكوناته واهتم بالإنسان المبدع، كما درس الاختلاف بين المبدعين والأقل إبداعاً وأكد أن الإبداع هو الحساسية العالية للمشكلات والعمل على حلّها.
نظرية تيلر(Taylor) التخيل والتصّور:
عدّ خصائص الشخص المبدع أساساً للتنبؤ بالأشخاص الذين من الممكن أن يكونوا ناجحين إبداعياً، وركّز على التفسير النظري للعلاقات ضمن العمليات العقلية وإنتاج الشعر، من خلال توضيح الفرق بين التخيّل والتصّور ويقصد بالتخيّل الإحساس في إدراك الفرد للأمور، أما التصور فهو الوضوح والثبات، وهما أسلوبان للذاكرة المتحررة في الوقت والزمان.
نظرية ماسلو (Maslow) الإبداع لدى الأفراد المحققين لذاتهم:
ركز في هذه النظرية على دور تحقيق الذات لدى الفرد، وأثره على قدرته الإبداعية، وفرّق بين الإبداع المتعلق بالإنجازات الملموسة، وبين القدرة على الإبداع وتحقيق الذات. ويعدّ دراساته المتعمقة لمفاهيم الإبداع، والصحة النفسية والعبقرية والموهبة والإنتاجية، تخلي عن فكرته النمطية بأن هذه المفاهيم مترادفة، ووصل إلى استنتاج بأن الصحة النفسية ليست المحدّد الوحيد الذي تعتمد عليه الموهبة العظيمة، كما توصل إلى أنّ تحقيق الذات الإبداعية ينبع من الشخصية، ويظهر بشكل موسع في المسائل الحياتية العادية، وعدّ ّالإدراك الحسي عنصراً أساسياً في تحقيق الذات الإبداعية.
نظرية لامبروسو ( Lombroso ):
ربط بين العبقرية والجنون من وجهة نظر بيولوجية للسلوك الإنساني، واستنتج بأن جنون العبقرية شكل خاص، وبيّن أن نسبة كبيرة من التأثيرات العقلية والجسدية تعود لعامل الوراثة، وقد استعرض بعض الصفات المشتركة بين العباقرة والمجانين مثل: طول القامة أو قصرها، النضج المبكر، استخدام اليد اليسرى، التلعثم.( )
ملامح الشخصية المبدعة:
هناك مجموعة من الملامح التي تتصف بها الشخصية المبدعة وهي :
1- لا تعمل بوضوح كامل وإنما تُجرِّب و تسأل كثيرا .
2- لا تهتمّ بنظرة الآخرين إليها وتحترم ذاتها و لديها شعور بتعدد مواهبها .
3- تعمل ما تؤمن به ولو أزعج الآخرين و صبورة في العمل وان كان شاقا
وملولة في غيره ومتحمسة لما تُحب فقط .
4- تفكِّر بشكل أفضل في وقت الفراغ والهدوء .
5- تعتمد كثيرا على أحاسيسها ومشاعرها ولديها الكثير من أحلام اليقظة
(السرحان) وأيضا لديها الإحساس بجمال الأشياء .
6- مرحة واجتماعية وتحبّ اللعب والتسلية وغير منظمة في أوراقها.
7- لديها أفكار غريبة بالنسبة للآخرين وترى ما لا يراه الآخرون .
8- تستمتع بتجربة الأمور الجديدة ولديها روح المغامرة .
9- كثيرة نسيان أسماء الأشخاص والأماكن وتحب التغيير والتجديد .
10- لا تستطيع ضبط مشاعرها وتؤثر فيمن تختلط بهم وتمتاز بدرجة عالية من
الاتزان الانفعالي.
11- عالية الهمة وتعمل من تلقاء نفسها مثابرة وقوية الثقة.
12- لا تحب الروتين وذات قدرة عجيبة في تحمل المسؤولية .
13- واسعة الأفق ، تمتلك درجة جيدة من الذكاء ولديها رغبة عارمة في التفوق
الأكاديمي .
14- كثيرة التفاؤل ومتعددة الميول والمواهب وتحب المنافسة والتحدي.
ليس بالضرورة وجود كل تلك الملامح في الشخص الواحد، وإنما كلما زادت زاد احتمال الإبداع أكثر.
كما أن تلك الملامح تأتي لدى الشخصية المبدعة ، بصورة طبيعية دون تكلُّف.
الشخصية المبدعة "الابتكارية"
إن الشخصية المبدعة الابتكارية المتفوقة لها قدرة خاصة متميزة لحل المشكلة وإبداع الرؤية في العمل الفني وأسلوب حلها وطريقة إنتاج أعمال أصيلة وأفكار تتميز بالخلاقة في الرسم والشعر والرياضيات والكتابة والموسيقى وفي كل المجالات حتى إن نتاجهم الفني والإبداعي يكون تام التكوين ويرقى إلى التفرد النوعي ، هذه المقومات لا نجدها في الإنسان العادي وإنما تكون لدى المبدع المتفوق حصراً ومن أهم العوامل الشخصية التي يمكن ملاحظتها لديه :
- الحس المفرط.
- المقدرة الفكرية المتميزة.
- قابلية الحركة.
ففي تفاعل العامل الأول "الحس المفرط" والعامل الثاني "المقدرة الفكرية" تنتج العبقرية وان كانت بعض الفنون تحتاج إلى الإبداع في العامل الثالث "قابلية الحركة " بدرجة واضحة مثل الإبداع في النحت والإبداع في التمثيل والإبداع في الرقص .
إن العبقرية والإبداع والابتكارية هي سمات تقترن بالشخصية الإنسانية ومدى حاجات كل منها ، فعادة ما يميل الفنانون المبتكرون إلى إنفاق قدر كبير من الوقت في اكتشاف العمل الفني المبدع وتحديده أو اكتشاف المشكلات الاستثنائية برؤية أخرى تختلف عن الرؤية العامة للناس لذا فان المبدعين لهم بعض الصفات تختلف عن الناس العاديين وبشكل أكثر من الآخرين ومنها : المثابرة والإصرار وبذل الجهد بصورة مكثفة فضلا القدرة على أن يكونوا في براءة وصراحة الأطفال والكشف عن مشاعر يتم في العادة قمعها .
من صفات الشخصية المبدعة إن لديها قدرات خاصة متميزة في الطلاقة الفكرية والمرونة والأصالة بصورة واضحة ، كذلك وجد إن نمط الشخصية المبدعة الابتكارية تستخدم دائما إستراتيجيتين في نطاق واسع خصوصا لدى الراشدين والبالغين وهما :
- العصف الذهني Brain storming
- تآلف الأشتات Synectics
وتقدم فكرة العصف الذهني لدى المبدع على انه يستطيع إنتاج عدد كبير من الأفكار حول موضوع معين ، وله القدرة على إيجاد العديد من الحلول لمسألة رياضية واحدة أو مسألة فيزيائية أو مسألة تتعلق بالعلوم الصرفة أو حتى في مجال الإبداع الفني والشعري والقصصي أو كتابة النص أو تأليف مقطوعة موسيقية أو رسم لوحة فنية أو ما شاكل ذلك من الأعمال ، فهو يتمتع بقدرة وافرة على غزارة إنتاج الأفكار. أما فكرة تآلف الأشتات فهي أيضا سمة واضحة لدى الشخصية المبدعة وتقوم على انه يعيد رؤية ودراسة أي إبداع في الإنتاج الفكري من وجهات نظر جديدة ومتعددة .
ويبقى أن نطرح السؤال الأهم في موضوع الإبداع والابتكار وهو : كيف يحدث الإبداع لدى الإنسان المبدع ؟
يرى علماء النفس أن هناك أربع ادوار للعملية الإبداعية عند الأشخاص المبدعين وهي :
- الدور الإعدادي ... وفيه يتوفر الجهد المركز.
- دور الترقيد ... وفيه تترك المشكلة أو الاهتمام بدون متابعة واعية.
- دور الإضاءة ... وفيه تظهر الحلول أو الإجابات السريعة وبقدرة بارقة وبصيرة نافذة
- دور التحقق ... وفيه يعبر عن عملية الخلق والإبداع في الواقع .
مقومات الإبداع:
هناك مجموعة من المقومات التي تعمل على تقويم الإبداع وهي :
1- الذكاء :
قد يبدو أن الذكاء الحاد والإبداع متلازمان ! والحقيقة إن الارتباط بينهما ليس كما نتصور ، والعلاقة بينهما تحتاج إلى توضيح وتفصيل .
إذا اعتبرنا الذكاء قدرة عقلية عامة فهو يختلف عن الإبداع ، وإن كان يرتبط به ، لأن الإبداع عملية أكثر تحديداً وأكثر خصوصية من الذكاء ، كما أن الإبداع ليس جزءاً من الذكاء وإن كان مرتبطاً به .
لقد استطاع كثير من العلماء ان يثبتوا ان علاقة الذكاء بالإبداع هي علاقة مثلثة الأبعاد، بمعنى ان أصحاب القدرات الإبداعية المرتفعة يتمتعون دائما بنسبة مرتفعة من الذكاء، ولكن أصحاب الذكاء المرتفع قد يتمتعون وقد لا يتمتعون بقدرات إبداعية إبتكارية مرتفعة، وان أصحاب القدرات الإبداعية المنخفضة قد يكونون من ذوي الذكاء المرتفع أو من بين ذوي الذكاء المنخفض، إما أصحاب الذكاء المنخفض فيندر ان يتمتعوا بقدرات إبداعية مرتفعة . وعلى ذلك فكل المبدعين أذكياء ، ولكن ليس كل الأذكياء مبدعين.
وهناك شبه اتفاق عام بين الباحثين على انه من اجل تحقيق نتائج إبداعية عالية فلابد من وجود حد أدنى من الذكاء الذي يختلف من مجال إلى آخر في مجالات النشاط .
2- الدافعية:
للدافعية دور حاسم في عملية الإبداع، والأشخاص المبدعون يتميزون بدافعية قوية وطاقة عالية على المثابرة في العمل وميل واسع للإطلاع يظهر في الرغبة بالمعرفة.
وليس المبدع شخصا منعزلا، وإنجاز إبداعه ليس من أجل الإنجاز وإنما لفائدة المجتمع، حيث يتضمن النشاط الإبداعي عامل الإنجاز الإنساني للشخص المبدع، فهو يسعى من أجل إضافة قيم جديدة للميراث الاجتماعي، ويسعى لدفع التقدم الاجتماعي عبر ما يقدمه من إنتاج إبداعي.
وقد وقف العلماء على بعض الدوافع المتميزة - في هذا الصدد- مثل الدافع إلى الإنجاز، والدافع إلى جلب النظام إلى ما هو غير منظم، وهي دوافع تنتظم في دائرة الأنشطة ذاتية الإثابة .وهي تلك الأنشطة التي يتمثل في إتيانها عنصر الجاذبية، أو بمعنى أخر يكمن في ممارستها عنصر الإثابة وهي بخلاف الأنشطة خارجية الإثابة والتي يمارسها المرء من أجل أهداف خارجية. ومن الأنشطة التي تحمل في ذاتها عنصر الإثابة حب الاستطلاع والرغبة في اكتشاف الأشياء بغية الوقوف على طبيعتها والاستغراق في التفكير التأملي، واقتناء الأشياء الغريبة. فهذه الاهتمامات تبين طبيعة الأنشطة التي تحمل في ذاتها عنصر الإثابة. فمن تحدوه رغبة في اكتشاف الأشياء وتحركه دافعية حب الاستطلاع وما شابههما من اهتمامات مماثلة يرى في الأنشطة التي يمارسها والتي تمليها هذه الاهتمامات غايات في ذاتها أكثر مما يرى فيها وسائل لغايات أخرى.
ومن الواضح أن هناك علاقة بين القيم المميزة للأفراد المبدعين، وبعض الدوافع التي تحرك سلوكهم فقيمة الإصلاح على سبيل المثال والتي تبلور نفسها مع نضج الفرد المبدع في شكل إضفاء معنى جديد على العالم تعد بمثابة تتويج لدافع جلب النظام إلى ما هو غير منظم، كما أن التوجه بقيمة الصدق والتي تعني البحث عن الحقيقة لذاتها، هي بلورة واضحة أيضا لحب الاستطلاع.
3- المناخ الاجتماعي:
الإنتاج الإبداعي يتجسد في مناخ اجتماعي، والإبداع في حقيقته عملية أقرب إلى الحوار المتبادل بين الأوضاع الثقافية والاجتماعية السائدة في البيئة والمجتمع، والتكوين النفسي والوجداني للفرد المبدع، وهو ما يعطي دلالة على وجود تأثير المجتمع والبيئة المحيطة ،وما يسود المجتمع والبيئة من نظم ومناخ ثقافي واجتماعي وتربوي على الفكر المبدع، والإبداع الحقيقي لا يتم إلا في ظروف اقتصادية واجتماعية ملائمة.
4- المثابرة في العمل:
الشكل الأساسي للعلاقة بين الإنسان المبدع والعالم الموضوعي هو العمل بكل أشكاله ومظاهره.
وعملية الإبداع كمظهر نفسي داخلي تتشكل وتتطور من خلال أنشطة العمل المختلفة ومن هنا جاء تعريف الإبداع حسب أهميته للعمل على أنه النشاط أو العمل الذي يؤدي إلى إنتاج جديد ينفع المجتمع.
5- الخيال الإبداعي:
لا إبداع بغير خيال، وكلما كان الخيال ممتلئا وعميقا كان دليلا على قدرة إبداعية وتصورية كبيرة ،ويفهم الخيال على أنه القدرة العقلية النشطة على تكوين الصور والتصورات الجديدة، ويشير هذا المصطلح إلى عمليات الدمج والتركيب وإعادة تركيب وترتيب الذاكرة الخاصة بالخبرات الماضية، وكذلك الصور التي يتم تشكيلها وتكوينها خلال ذلك في تركيبات جديدة. والخيال الإبداعي بنائي ويتضمن الكثير من عمليات التنظيم العقلية، ويشتمل على منظور زمن منفتح، فخلال النشاط الخيالي تمتزج صور وخبرات وتوقعات الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل) ،ومن خلال هذا الامتزاج ينتج ذلك المركب الجديد هو المنتج الخيالي الإبداعي المتميز.
شخصية الرياضي المتفوق:
أصبحت السمات الشخصية عنصرا مهما وحاسما في تحديد النجاح أو الفشل في أي مجال من المجالات النشاط الإنساني ومنها النشاط الرياضي، إذ ان ملائمة السمات الشخصية للفرد مع طبيعة المتطلبات والخصائص النفسية المميزة لنوع الرياضة يعطي مردودات ايجابية في الانجاز لتلك الفعالية.
وحتى يكون الإعداد النفسي شاملا ومتكامل، يجب على المدرب والرياضي معرفة مكونات الشخصية المثالية، ليتمكنا من العمل على تنميتها وتطويرها وفق متطلبات الإعداد الشامل للتفوق في النشاط الرياضي.
الإبداع والنشاط الرياضي :
التربية البدنية هي ذلك الجانب المتكامل من التربية والذي يعمل علي تنمية الفرد وتكيفه مع كافة النواحي من خلال حركة الفرد وممارسة النشاط الرياضي ، وهي بذلك تضع الأسس الأولي لتكوين الشخصية وتساهم في الابتكار والإبداع ، وكما هو معروف أن الإنسان الذي يعمل بصفة جيدة وبجسم متكامل يعمل بعقل متفتح وناجح ، لأن العقل السليم في الجسم السليم ، ولهذا فإن الخبراء والمختصين يرون أن أنشطة التربية البدنية والرياضية تستطيع أن تسهم بدرجة كبيرة في تنمية المواهب وصقلها وإظهار إبداعاتها بما يخدم المجتمع .
إن الموهبة التي تظهر من خلال النشاط الحركي لابد أن تنمي ويتم تطوير الطاقات الابتكارية لديها وتطوير الإبداع الحركي وتقديم العون لها ، وبالتالي فإن الشخص المبدع في النشاط الرياضي يجد فرصة كاملة من خلال أداؤه لهذا النشاط ، والإبداع الحركي يقصد به اكتشاف الجديد في النشاط الحركي وأداؤه بصورة متميزة ورائعة تفوق اداء الآخرين الممارسين لهذا النشاط ، ويذكر محمد حسن علاوي أن من نتائج العالم النفساني بوني poney أن الرياضيين في استطاعتهم الجمع في وقت واحد بين النشاط العقلي بقدراته المختلفة والنشاط البدني العنيف مثل الجمباز ، المصارعة ، الغطس ، فالنشاط الحركي يساعد علي تنمية العقل ويساهم في حل بعض المشاكل التي قد تكون حيرت الإنسان في بعض الأوقات ، من هنا فإن طبيعة النشاط الرياضي تنمية قدرة الفرد علي حسن التصرف من خلال المواقف الصعبة التي يتعرض لها اللاعب ويستطيع بقدراته الخاصة التغلب عليها من خلال الإبداع في هذا الاتجاه , لذا فإن بعض العلماء يوضحون أن النشاط الرياضي هي عملية ممارسة عملية تظهر نتائجها في الأداء العملي التطبيقي وتحتاج إلي تفكير مقترن بالتنفيذ ، وهذا ما يطلق عليه بالإنتاج الإبداعي في النشاط الرياضي .
إن التربية الرياضية علم وفن والفرد الرياضي يسلك ميدان الإبداع الحركي من خلال الحركات التي يقوم بها وفقاً لطبيعة النشاط الممارس
ودائماً الأنشطة الرياضية التي يستطيع أن يبدع فيها اللاعب أنشطة تمارس من خلال قانون ملزم بأداء محدد ، ولكن الأنشطة المقيدة بواجبات حركية خاصة قد لا تستدعي القدرات الابتكارية لدي الأفراد في الأنشطة التي تعطي ، وهذه الأنشطة مثل الجمباز ، والغطس وقد أكدت الدراسات البحوث أن الطفل الموهوب يتميز بالصحة الجسمية والعقلية والتوافق العضلي ، والقوة والمهارة ، ويؤكد هولينجوورث بأن الموهوبين يتفوقون في الوزن والطول وفي الطاقة الحركية والتوافق العضلي العصبي ، وهم أسرع من الأطفال العاديين في الأعمال والأنشطة التي تحتاج إلي اللياقة البدنية والمهارات الحركية .
المصادر:
1- إبراهيم مشني الغامدي، الجوانب النفسية في الشخصية المبدعة، 1429هـ،.
2- أحمد آدم أحمد و نيازي حمزة الطيب، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، كلية التربية البدنية والرياضة http://www.moe.gov.sd/activities/index. ... ative-care
3- اسعد الأمارة، سيكولوجية الشخصية ، الأكاديمية العربية المفتوحة،في الدنمارك ،كلية الآداب والتربية،قسم العلوم النفسية والاجتماعية، http://www.ao-academy.org/viewarticle.php?id=344
4- أميرة عبد الواحد منير: الإبداع والتفكير الإبداعي في المجال الرياضي ، جامعة بغداد – كلية التربية الرياضية، عضوة الأكاديمية الرياضية العراقية، http://blog.iraqacad.org/?p=320
5- الحيزان، عبد الإله إبراهيم، لمحات في التفكير الإبداعي - سلسلة تصدر عن مجلة البيان-أضواء المنتدى -الطبعة الأولى 1423 هـ 2002 م.
6- روشكا، الكسندرو. الإبداع العام والخاص . ترجمة : د. غسان عبد الحي أبو فخر. الكويت: عالم المعرفة، 1989م.
7- سايمتن، دين كيث . ترجمة : د. شاكر عبد الحميد. العبقرية والإبداع والقيادة. الكويت: عالم المعرفة، 1993م.
8- عبد العال ،حسن إبراهيم: التربية الإبداعية ضرورة وجود- عمان: دار الفكر- الطبعة الأولى 1425 ھ 2004م.
9- فرحان ،القضاة و الترتوري ،محمد- أساسيات علم النفس التربوي : النظرية والتطبيق –عمان :دار الحامد- الطبعة الأولى 2006 م.
10- نوال مهدي العبيدي، وآخرون: التدريب الرياضي، مكتب دار الأرقم للطباعة، بغداد ، 2009.
11- يوسف قطامي : تعليم التفكير للمرحلة الأساسية، ط1، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2001.
12- http://ekhtra3at.ibda3.org/montada-f21/topic-t58.htm
13- http://forum.stop55.com/139355.html
14- http://www.csun.edu/~vcpsy00h/creativity/define.htm
15- http://www.life123.com/health/self-impr ... vity.shtml
0 commentaires :
إرسال تعليق